بغداد، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أكد ناطق رسمي عراقي صباح أمس ان بغداد ترفض ان تكون الولاياتالمتحدة "وصية" على اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة المكلفة نزع الأسلحة العراقية المحظورة أونسكوم. وقال الناطق باسم وزارة الثقافة والاعلام في تصريح نقلته "وكالة الأنباء العراقية" ان العراق الذي ندد بپ"عدم التوازن" في تركيبة فريق تابع للجنة وصل الى بغداد الأحد "يرفض تنصيب أميركا نفسها وصية على اللجنة الخاصة". وأضاف ان العراق يرفض أيضاً "خروج هذه اللجنة ومفتشيها على مهماتهم المحددة وفق قرارات مجلس الأمن". يذكر ان فريق تفتيش برئاسة الأميركي سكوت ريتر وصل الى العراق اول من امس. واعتبرت بغداد الاحد ان تركيبة هذا الفريق، الذي يضم 16 شخصاً، بينهم 9 أميركيين و5 بريطانيين وروسي واسترالي، تشكل "دليلاً صارخاً على عدم التوازن في تركيبة اللجنة". واشار صموئيل بيرغر، مستشار الرئيس الأميركي بيل كلينتون لشؤون الأمن القومي، ليل الأحد الى ان "ليس من حق الرئيس صدام حسين ان يحدد تركيبة فرق المفتشين". وزاد: "هؤلاء ليسوا هناك في العراق لتمثيل بلادهم. انهم هناك بسبب الخبرة التي يمتلكونها. انهم علماء وخبراء في مجالات منع انتشار الأسلحة". وشدد بيرغر على ان من حق اللجنة الخاصة ان تقرر "من يذهب في هذه الفرق وحجم الخبرة التي يمتلكها". واعترض العراق على "اختلال التوازن" في تركيبة اللجنة الخاصة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، وطرد المفتشين الأميركيين العاملين مع اللجنة وفي 13 من الشهر نفسه، ثم سمح بعودتهم اثر وساطة روسية. انهيار كامل الى ذلك، ذكر مسؤول في الأممالمتحدة امس ان انتعاش اقتصاد العراق سيتطلب 20 سنة بعد رفع الحظر الدولي عن هذا البلد. وقال دينيس هاليداي منسق الأممالمتحدة للشؤون الانسانية في العراق ان الأمر سيستغرق "10 - 20 سنة، الاقتصاد في حال انهيار كامل، والبطالة متفشية وأصحاب الدخل الثابت في حال بائسة وليست هناك قوة شرائية من أي نوع. هذا بلد كانت قيمة صادراته تصل الى 20 بليون دولار، وأصبحت الآن لا تذكر". وصرح وزير التجارة العراقي محمد مهدي صالح أول من أمس بأن بغداد ستستأنف تصدير نفط في غضون يومين، بموجب المرحلة الثالثة من اتفاق "النفط للغذاء". وأقر هاليداي بأن الاتفاق لن يُحدث تأثيراً ملموساً إلا إذا ارتفعت عائداته بصورة كبيرة. وأضاف: "كان كثيرون يعتقدون ان الاتفاق هو العلاج السحري. ربما كان الطرفان يظنان ذلك، لكن بليوني دولار عائدات بيع النفط العراقي على مدى ستة شهور يستقطع منهما 3.1 بليون دولار، مبلغ ضئيل جداً لشعب عدده 22 مليون شخص". وزاد: "آخر رقم سمعته هو انهم العراقيين يحتاجون الى عائدات تراوح بين 15 و20 بليون دولار سنوياً حتى تبدأ الأمور بالتحرك بصورة مناسبة" لجهة تحسين مستويات المعيشة للعراقيين. وأعرب هاليداي عن أسفه لأن العائدات النفطية "لم تحقق سوى تأثير متواضع جداً هنا. لم تحسن مستوى التغذية أبداً، رغم انها أمنت 8.2 مليون طن من الأغذية".