أكدت طهران ان لا مجال لأي تطبيع مع اسرائيل، وأنها لن تستقبل أي حاخام اسرائيلي "ولو سيأتي للقاء يهود ايرانيين"، وشددت على "استحالة" ان يجتمع رجل دين ايراني مع حاخام اسرائيلي في ايران أو الخارج، نافية ان تكون تلقت رسالة من حاخام اسرائيلي عن طريق الرئيس ياسر عرفات اثناء حضور الأخير القمة الاسلامية في طهران. وأعلنت ايران رفضها استقبال عضو الكونغرس الاميركي توماس لانتوس لاجراء "محادثات" مع المسؤولين الايرانيين تهدف الى المساعدة في فتح "حوار" بين الحكومتين الايرانية والاميركية. وقال المدير العام لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الايرانية همايون علي زادة لپ"الحياة" تعقيباً على ما صرح به الحاخام الاسرائيلي مناحيم فرومان الى الاذاعة الاسرائيلية أول من أمس: "لن نسمح لأي حاخام اسرائيلي بالمجيء الى الجمهورية الاسلامية ولن يعقد لقاء بين أي عالم دين ايراني وحاخام صهيوني، سواء في ايران أو أي بلد. موقفنا من الحركة الصهيونية لا يزال ثابتاً وواضحاً، ولا مجال لأي تطبيع مع الكيان الصهيوني". وكان فرومان أبلغ الاذاعة الاسرائيلية اتصالات لإرسال بعثة من حاخامي اسرائيل الى يهود ايران، موضحاً ان "الحكومة الاسرائيلية أبلغت خطواتنا، والأمر يتعلق بإرسال وفد من السلطات الروحية اليهودية وليس بعثة رسمية الى ايران". كما ذكر ان الحاخام الأكبر لليهود الشرقيين في اسرائيل الياهو بكشي - دورون طلب في كانون الأول ديسمبر الماضي تنظيم لقاء بين رجال الدين اليهود في اسرائيل ورجال الدين الايرانيين، وقيل انه وجه رسالة بهذا المعنى الى "القيادة الدينية" في ايران بواسطة عرفات. وبث التلفزيون الاسرائيلي أول من أمس ان رجال الدين الايرانيين ردوا ايجابياً على الرسالة، وان "حاخاماً اسرائيلياً قد يلتقي رجل دين ايرانياً في بلد في شمال افريقيا". لكن علي زاده نفى هذه المعلومات وقال: "لم نتلق ولم نبلغ أي رسالة، وكل ما يذكر ويشاع كنتيجة لما يزعم عن الرسالة لا معنى له". وتابع: "لن يحصل أي لقاء بين ايراني وحاخام صهيوني في بلد في شمال افريقيا أو غيره". واعتبر ان "ضخ المعلومات المزعومة أخيراً عن علاقة مباشرة أو غير مباشرة، وتواصل بين الإيرانيين والصهاينة تحت لافتات دينية، يثير ريبة شديدة ويؤكد ان هناك حملة موجهة هدفها تشويه صورة الجمهورية الإسلامية والإساءة إلى علاقات إيران بشعوب المنطقة العربية وحكوماتها، والتي شهدت تحسناً ملحوظاً، خصوصاً أثناء القمة الإسلامية" الشهر الماضي. وتابع علي زادة: "موقفنا من الملف الإسرائيلي ثابت". وأشار إلى ما ذكره الرئيس الإيراني سيد محمد خاتمي في حديثه إلى شبكة "سي. ان. ان" الاسبوع الماضي عن موقف إيران من إسرائيل والإدارة الأميركية قائلاً: "نحن نعتبر ان عاصمة السياسة الخارجية الأميركية هي تل أبيب وليست واشنطن". إلى ذلك، قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية الدكتور محمود محمدي: ليس هناك أي برنامج لزيارة توماس لانتوس عضو الكونغرس إلى الجمهورية الإسلامية. ونفى وجود "أي اتفاق" في هذا الشأن، علماً ان لانتوس أعرب عن رغبته في زيارة طهران قبل 20 كانون الثاني يناير الجاري لاجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين ضمن مبادرة شخصية تهدف إلى "التمهيد لحوار رسمي وعلني بين الحكومتين". وزادت التكهنات عن امكان سفره إلى العاصمة الإيرانية، وتردد أنه في طريقه إلى إيران بالفعل، لكن محمدي نفى ذلك بشدة.