كشف احد الحاخامين اليهود، المعروف بتأييده للحوار بين الاديان، عن اتصالات سرية تجرى منذ اسابيع بين حاخامين اسرائيليين ورجال دين مسلمين ايرانيين بهدف ارسال مبعوث من الحاخامين لزيارة الجالية اليهودية في الجمهورية الاسلامية و"لتقريب وجهات النظر بين الجانبين". وقال الحاخام مناحيم فرومان، في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية، ان زيارة المبعوث "ستتم قريباً باذن الله" فيما نفى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وجود مثل هذه الاتصالات. وسيقوم المبعوث بتسليم رسالة الى رئيس الجمهورية الايرانية موقعة من كبير حاخامي اسرائيل لليهود الشرقيين الياهو بكشي - دورون وعدد من الحاخامين اليهود المرموقين في خطوة لافتة في تاريخ العلاقات الاسرائيلية - الايرانية منذ الثورة الاسلامية في ايران واطاحة الشاه صديق اسرائيل الحميم في العام 1979. وأكد فرومان "ان الحكومة الاسرائيلية تعلم بالاتصالات الجارية" منذ اسابيع عدة، إلا انه نفى اي ضلع لها بهذه الاتصالات التي تجرى "على المستوى الروحي"، وقال انه "لكي تنجح المبادرة يجب علينا في كل الاحوال ألا نكون مبعوثين من حكومة اسرائيل، وانما رسل الديانة اليهودية، والاتصالات هي بين الديانتين". وقال فرومان، الذي يقيم في مستعمرة يهودية في جنوبالضفة الغربية وهو عضو في "جمعية الصداقة الاسرائيلية - العربية": "ان الايرانيين معنيون بما يجري في اسرائيل وبالحوار وقد ارسلوا الينا بالسلام". وسبق ان التقى الحاخام الاسرائيلي رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات والزعيم الروحي لحركة المقاومة الاسلامية حماس الشيخ احمد ياسين، فيما قام الزعيم الديني لليهود الغربيين اسرائيل لاو بزيارة إمام الازهر الشيخ محمد سيد طنطاوي، ما اثار موجة من الانتقادات للشيخ من جانب الرأي المصري والعربي. وكان كبير حاخامي اليهود الشرقيين بشكي - دورون قد بعث قبل شهر برسالة الى رجال الدين الايرانيين بواسطة خبراء زراعيين اسرائيليين دعاهم فيها الى تنظيم لقاء بين رجال الدين من البلدين. فيما ذكرت الاذاعة الاسرائيلية، امس، ان الحاخام كادوري ارسل رسالة بهذا المعنى الى الرئيس محمد خاتمي من خلال الرئيس عرفات اثناء اجتماعات القمة الاسلامية الاخيرة التي عقدت في طهران. وفيما ذكر التلفزيون الاسرائيلي أ ف ب ان رجال الدين الايرانيين ردوا "ايجاباً" على الرسالة، اضاف ان حاخاماً اسرائيلياً قد يلتقي مع رجل دين ايراني في بلد في شمال افريقيا. إلا ان الاذاعة الاسرائيلية افادت بأن المبعوث سيزور ايران حاملاً رسالة الى مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي. واعتبرت مصادر اسرائيلية أ ب ان مناخ العداء الايراني لاسرائيل لم يتغير بعد انتخاب خاتمي رئيساً للجمهورية، إلا ان تحسناً طرأ على معاملة اليهود الموجودين في ايران. وكانت الاوساط الاسرائيلية اظهرت اهتماماً كبيراً بالمقابلة التي اجرتها شبكة "سي. ان. ان" مع الرئيس الايراني خاتمي خلال الاسبوع الماضي، واحتلت التحليلات السياسية لما قاله خاتمي حيزاً كبيراً في وسائل الاعلام الاسرائيلية المقروءة والمسموعة. ورأى المحلل السياسي زفي بار - ايل في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية في تصريحات خاتمي تحولاً جذرياً في طبيعة تفكير المسؤولين الايرانيين، مشيراً الى ان الزعيم الايراني اورد اسباباً "سياسية وليست دينية أو عرقية" لرفضه اتفاقات اوسلو التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع اسرائيل. واعتبر ان خاتمي "اعطى كل الاجابات الصحيحة" على اسئلة الصحافية الاميركية، خصوصاً في ما يتعلق بما اذا كان يساند "قتل الاطفال والنساء في الشوارع الاسرائيلية".