اكد وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى أمس أهمية "تنقية العلاقات المصرية - السودانية وحل كل الخلافات بين البلدين"، مشيراً إلى أن المناخ الحالي يسمح بتحسين هذه العلاقة. والتقى موسى أمس السفير السوداني لدى مصر الطيب الكردفاني لمناسبة انتهاء عمله في مصر وبحثا في تطور العلاقات الثنائية، وأكدا أهمية تجاوز أي خلافات بما يحافظ على الأمن القومي للبلدين ومصالح الشعبين ويدعم العمل العربي المشترك. وكان الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد التقى الكردفاني الأربعاء الماضي قبل مغادرة الأخير القاهرة عائداً إلى بلاده. وينتظر أن يصل السفير السوداني الجديد أحمد عبدالحليم إلى مصر قبل نهاية الشهر الجاري لتولي مهام منصبه، سفيراً لبلاده ومندوباً لدى الجامعة العربية. يذكر أن تحسن العلاقات بين البلدين انعكس على موافقة مصر على ترشيح السودان للسفير جديد. وينتظر أن تتخذ القاهرة خطوة مماثلة قريباً لرفع مستوى تمثيلها الديبلوماسي في الخرطوم إلى درجة سفير. من جهة اخرى، تبدأ مصر والسودان قريباً مناقشة قضايا أمنية وسياسية خلال اجتماعات لجان مشتركة مختصة. وتأتي الخطوة في أعقاب زيارة قام بها الاسبوع الماضي الى الخرطوم وفد مصري رفيع المستوى برئاسة مسؤول امني بارز التقى عدداً من المسؤولين في السودان. واتخذت السلطات المصرية اجراءات جديدة تتعلق بتأشيرات دخول السودانيين الى مصر التي يحصلون عليها من السفارة المصرية في الخرطوم. وتقوم سلطات السفارة بفحص الجوازات ومراجعتها لكن التخفيف الجديد في الاجراءات جعل من يحصل على التأشيرة لا يحتاج مستقبلاً الى فحص جوازه مرة ثانية عند وصوله الى القاهرة. وتأتي الاجراءات الجديدة التي تم تطبيقها اخيراً في اطار بادرة من جانب مصر التي اعادت فرض تأشيرة الدخول بعد توتر العلاقات بين البلدين. ويعتبر الملف الامني من الملفات التي تحتل مكانة بارزة في التمهيد لاعادة العلاقات الى سابق عهدها. وتأمل مصر بأن تجد تعاوناً من جانب السودان يخدم مصالح الامن المشترك. والتقى وزيرا الداخلية في البلدين في تونس الاسبوع الماضي على هامش مؤتمر وزراء الداخلية العرب، وأعربا عن رغبتهما فتح صفحة جديدة من العلاقات في مختلف المجالات وأعلنا ان البلدين يستأنفان الملاحة عبر وادي حلفا الشهر المقبل بعد توقف استمر اكثر من عامين.