كشفت تقارير أمس أن العلاقات السودانية - الأميركية تشهد للمرة الأولى تقدماً بوتيرة متسارعة وتتجه على ما يبدو إلى صفقة تنتهي باستكمال تطبيع العلاقات بينهما قبل نهاية العام. وبدأت الولاياتالمتحدة ترتيبات فتح المقر الجديد لسفارتها في الخرطوم نهاية العام الحالي، وأعلنت الخارجية السودانية أن القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم، روبرت وايد هيد، التقى وكيل الخارجية، مطرف صديق، وناقشا الترتيبات المتعلقة بفتح السفارة، ووعد هيد بمعاودة النشاط القنصلي ومنح السودانيين تأشيرات دخول إلى بلاده من الخرطوم بعدما كان السودانيون الراغبون في زيارة الولاياتالمتحدة يسافرون الى السفارة الأميركية في القاهرة للحصول على تأشيرات دخول من هناك. وبحسب التقارير، دعت واشنطنالخرطوم الى تقليص علاقتها الديبلوماسية مع إيران، ووقف عمليات تهريب الأسلحة إلى حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في غزة، على أن تعيد النظر في موقفها من مذكرة الاعتقال الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس عمر البشير، وفي المقابل ستشطب الخارجية الأميركية السودان عن لائحة الدول الراعية للإرهاب، إلى جانب رفع الحظر الاقتصادي المفروض منذ 12 عاماً والذي شددته إدارة الرئيس السابق جورج بوش في أيار (مايو) عام 2007. لكن الناطق باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق رفض تلك المعلومات موضحاً أن عرف السياسات الدولية لا يتيح تدخل دولة في شؤون الأخرى، أو أن تفرض عليها كيفية تعاملها أو علاقاتها مع الدول الأخرى. وتابع: «من المؤكد أن هناك حواراً بين الجانبين حول تلك المواضيع يمكن أن يصل بينهما إلى تسوية حولها لكن لا علاقة للأمر بمساومات إنما هو حوار جاد». وشهدت واشنطن أخيراً حواراً بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه الرئيس البشير والإدارة الأميركية الجديدة، كما رحّب الرئيس البشير بالخطاب التصالحي الأميركي ووصفه بأنه خطوة لعلاقة جديدة بين أميركا والعالم الإسلامي، وقال البشير في حوار بثه التلفزيون الرسمي الأسبوع الماضي إن الإدارة الأميركية السابقة هي التي بادرت بالعداء تجاه السودان. وأكد وزير الدولة للخارجية السودانية السماني الوسيلة، بحسب الموقع الإلكتروني للوزارة، أن الرئيس باراك أوباما يفتح صفحة جديدة في علاقات الغرب المضطربة مع السودان بتبني مقاربة أكثر إيجابية. في المقابل، تشهد العلاقات بين الخرطوموالقاهرة أزمة صامتة بسبب دعوة الأخيرة قيادات فصائل متمردة في دارفور وترتيبها اتفاقات بين بعض تلك الفصائل وأحزاب معارضة واعتزامها عقد مؤتمر مصالحة للقوى السودانية. ودعت القاهرة أخيراً قيادات في «حركة تحرير السودان - فصيل الوحدة»، ثم ثلاثة من أبزر قيادات «متمردي «حركة العدل والمساواة» نهاية الأسبوع الماضي الذي شهد توقيع اتفاق بين الحركة وحزب الأمة المعارض بزعامة الصادق المهدي مما أثار غضب حزب البشير الذي هاجم الاتفاق في شدة لكنه لم ينتقد القاهرة التي استضافته. وينتظر أن تشهد القاهرة الأسبوع الجاري توقيع فصائل «حركة تحرير السودان» التي يقودها عبدالواحد محمد نور وعبد الله يحيى وخميس ابكر ومنظمات مجتمع مدني من دارفور وثيقة مشتركة. كما كشف مسؤول الإعلام في حزب المؤتمر الشعبي المحبوب عبدالسلام ان القيادة المصرية تعتزم دعوة زعيم الحزب الدكتور حسن الترابي لزيارة القاهرة. وكان زعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي محمد عثمان الميرغني زار مصر أخيراً واشتكى من بطء تنفيذ اتفاقه مع الحكومة السودانية، وطالب القاهرة التي استضافت توقيع الاتفاق بالتدخل لتنفيذه. واقترح على القيادة المصرية رعاية مؤتمر مصالحة سوداني على غرار مؤتمر الفصائل الفلسطينية.