انتخبت "شركة طيران الشرق الاوسط" ميدل ايست في جلسة عقدتها امس مجلس ادارة جديدا يضم سبعة اعضاء خلفا للمجلس السابق الذي استقال عقب فضيحة مالية يقوم القضاء بالتحقيق فيها. وانتخب مدير الأصول العقارية في مصرف لبنان المركزي محمد الحوت رئىساً لمجلس ادارة الشركة ومديراً عاماً، علما ان مصرف لبنان يملك نسبة 99.7 في المئة من اسهم "ميدل ايست". ويتألف المجلس من السادة محمد الحوت وكريستيان بلان ومروان صالحة ورفيق قازان ونمر دياب وميشال تويني وعادل الخليل. وتم انتخاب هذا المجلس المصغّر في العاشرة مساء اول من امس مع تعديل طرأ على اسمين هما وائل حمدان وإيلي شرتوني بعد ايام من المشاورات. وتغيّب عن الجلسة العضوان بلان وقازان لوجودهما خارج لبنان. وعيّن الحوت بعد انتخابه رئيساً لمجلس الإدارة السيد يوسف لحود مديراً عاماً مساعداً والسيد خطار حدثي مديراً للعلاقات العامة والموارد البشرية. وبعد انتخاب هؤلاء الاعضاء غير المساهمين منحهم مصرف لبنان الحد الادنى من الاسهم المطلوب تأمينه للعضوية. جلسة لاحقة وستعقد جلسة لاحقة لجمعية عمومية عادية للشركة خلال هذه السنة للنظر في حسابات الشركة المنتهية في 31 كانون الاول ديسمبر 1996، في ضوء تقرير مجلس الادارة وتقارير مفوضي المراقبة. وستنظر الجمعية في الحسابات وتعطي براءة الذمة للمجلس السابق او لا تعطيها. واستهل جلسة الجمعية العمومية الرئىس السابق للمجلس خالد سلام قائلا: "عملاً بالمادة ال44 من نظام الشركة الاساسي سيتألف مكتب الجمعية من الرئىس وأمين السر ومن المساهمين اللذين يملكان او يمثلان اكبر عدد من الأسهم وهما مصرف لبنان والكابتن وليم يوسف. وعملاً بالمادة ال39 وبناء على قرار مجلس الادارة المتخذ في اجتماعه المنعقد بتاريخ 17 كانون الاول ديسمبر 1997 تمت الدعوة الى هذه الجمعية". وأضاف: "تبيّن ان عدد الاسهم الممثلة في هذه الجلسة هو 5562180000 سهم من اصل 580،5 بليون سهم. وبهذا يكون النصاب القانوني متوافراً". وتلا جدول الاعمال الذي تضمّن بنداً وحيداً هو انتخاب مجلس جديد. وتلا من جدول الاعمال البند الذي ورد فيه الاستقالة المقدمة من شركة "اير فرانس" ومن الدكتور محفوظ سكينة والدكتور جورج يعقوب والسادة نديم الداعوق ورمزي جريج ويوسف تقلا ومكرم علم الدين. وقال: "هنا أود ان اقدم استقالتي ايضاً". ثم اعلن رئيس مجلس الادارة المفوض خطار حدثي استقالته، وتبعه المدير العام يوسف لحود الذي اعلن استقالته ايضاً. ثم قال سلام: "ورد علينا من مصرف لبنان اقتراح بانتخاب لائحة وضعها"، فتلاها مدير الشؤون القانونية في مصرف لبنان بيار كنعان. وتمت الموافقة على الاسماء من المشاركين بالاجماع. وأشاد سلام في ختام الجلسة "بدور المساهم الاكبر مصرف لبنان الذي مع حرصه على جلاء الحقيقة حفاظاً على حقوق الشركة المعنوية والمالية كان هاجسه الدائم الانتقال في اسرع وقت ممكن من مرحلة التحقيق الى مرحلة اعادة بناء الشركة التي كان باشرها على كل الصعد"، مشيرا الى انه "يضع الان مهمات متابعتها في ايدي مجلس الادارة الجديد". وعقد الحوت بعد الجلسة لقاء صحافياً قال فيه: "نتمنى ان نتمكن من تحويل الشركة من شركة خاسرة الى شركة رابحة، المهمة ليست سهلة وتتطلب الجهد والدعم، وسنتعاون مع الموظفين والطيارين والمضيفين وهم من أهم موجودات الشركة". وأضاف: "كمجلس ادارة طلبنا من السيد يوسف لحود الاستمرار في مهماته مديراً عاماً مساعدا للشركة ومن السيد خطار حدثي الاستمرار ايضاً في مهماته مديراً للعلاقات العامة والموارد البشرية". الأولويات وعرض الأولويات في عمل المجلس الجديد، قائلا: "تبدأ بدراسة الخطوط وتحديد اهداف الشركة، هل تكون اقليمية او نقطة ترانزيت او شركة دولية؟ وسيتقرر هذا الامر في ضوء الدراسات التي باشر مستشارون في الشركة اعدادها وستعرض على مجلس الادارة في اقرب وقت. وفي ضوء هذه التقارير سيتقرر اغلاق الخطوط الخاسرة للشركة والإبقاء على الخطوط الرابحة، وقد تضاف خطوط اخرى تكون مجزية. ومن ثم يمكن تحديد نوعية الطائرات والحاجة الى الاسطول وبالتالي سنسعى الى تحديث الاسطول بالطائرات الملائمة، التي تنافس الشركات الاخرى في مطار بيروت او في مناطقها". ولفت الى "امور ملحة ستتحقق قريباً مثل انشاء شركات تستوعب الفائض من الموظفين الذين ليس لهم عمل يومي"، مشيرا الى ان الخيار كان "انشاء شركة للصيانة في مطار بيروت مشتركة بين ميدل ايست وشركة فرنسية ذات سمعة ممتازة سوجيرما وستكون الغالبية من الاسهم فيها لطيران الشرق الاوسط". واضاف: "نتوقع ان تستوعب بين 450 و500 موظف من عمال الصيانة. وهناك هدف ثان بعد مراجعة اركان الدولة، للمساعدة في تشغيل مطار بيروت وصيانته". وتحدث الحوت عن الخسائر في الشركة، قائلا: "سننظر في خسائر العام 1997، ومعرفة اسبابها، واذا كان هناك مسؤوليات او تقصير سنحاسب المسؤول. وسنعيد النظر في كل العقود المبرمة سابقاً وقد يكون معظمها جيداً او يحتاج الى اصلاح او تعديل". وشدد الحوت على "قرار الجمعية العمومية المتخذ في 15 شباط فبراير 1997 المتعلق بعدم صرف موظفين من الشركة"، موضحاً "ان هذا القرار لا يحمي الموظفين الذين لا يواظبون على عملهم". وركز على "تحسين الخدمات، بمعنى ان من يسافر على طائرة ميدل ايست يجب ان يحسّ انه معزز وأننا في خدمته من اكبر موظف الى الأصغر 000 وعملي ان اخدم الراكب فلا عيب على اي مضيف ان يخدم الراكب ويستقبله في شكل ممتاز لإعادة بناء صورة الشركة". وعن اوضاع الشركة المالية للسنة الجديدة قال الحوت: "ان موازنة السنة 1998 لم تعدّ بسبب الظروف التي سادت في الشهرين الاخيرين، وبالتالي فان اولى مهماتنا اعداد موازنة للسنة 1998 تنطلق من خطة عمل لثلاث سنوات مقبلة. ولا اعرف الارقام قبل ان املك المعطيات الملموسة. وليس وارداً ان تبدأ الشركة بالربح منذ هذه السنة وهي تحتاج الى فترة لتتحول من شركة خاسرة الى شركة رابحة".