تنتج أسلحة الفراغ طاقة انفجار أكبر من مثيلاتها التقليديّة. ويزيد في تعقيد عملها أنه من غير الممكن توّقع مفعولها الكامل بصورة مسبقة، نظراً لارتباط ذلك المفعول بمكان التفجير وعوامل الطقس. وتستعمل تلك القنابل الغازات التي تتولد من الأنفجار الأول، وتضعها في عملية احتراق ثانٍ فائقة السرعة. ولأن التفاعل في الشحنة الأولى مع أوكسجين الهواء ينتج أوكسيدات صلبة ومتناثرة، تكون موجة الانفجار العظمى مترافقة مع توليد حرارة احتراق ضخمة، ما يجعل الانفجار الثاني أكثر فعالية في الأمكنة المفتقرة إلى الأوكسجين على غرار الأنفاق والمغاور والتحصينات المُشادة تحت الأرض وغيرها. وتؤمن الجدران الصلبة وسطوح الباطون المسلح حماية من المتفجرات التقليديّة. وعلى عكس ذلك، فإنها تضاعف من مفاعيل القنبلة الفراغيّة الجديدة. إذ تسير موجة الصدم عبر الرذاذ المتفجر بين الجدران والهياكل الصلبة لتطاول كل المختبئين في ثنايا المباني المدشّمة. وكلما كانت الجدران والدشم أقوى، كلما كان مفعول الضغط المنعكس عليها أكبر. وكذلك تساهم الجدران في دمج غبار الوقود مع الأوكسجين المحيط به، ضمن عملية كيميائية يفاقم في سرعتها سرعة موجة الضغط والحرارة. وبذا، يساهم حصار الجدران الصلبة في سرعة نشوء حال الفراغ التي يخلفها تفاعل احتراق الوقود في الأماكن المقفلة. ميكانيكية القنبلة يتألف متفجر الضغط الحراري من مخزون من بودرة الوقود الصلبة الممزوجة بنسبة قليلة من المواد المؤكسِدة. وربما يكون الوقود الصلب نوعاً من البودرة المعدنيّة المتفجرة أو مواد عضويّة قابلة للتفاعل. وفي قلب ذلك المخزون، توضع شحنة شديدة التفجير. ويؤدي انفجار الشحنة الأولى إلى فتح خزان الوقود ونثر مواده كغيمة في الفضاء المتاح. وتتحد تلك المواد مع أوكسجين الهواء فورياً. وسرعان ما تتكون مساحة حارة تتسبّب في احتراق سريع وكامل للوقود، ما يؤدّي إلى الموجة التدميريّة الثانية. وتتوزّع جزيئات الوقود في القنبلة في شكل يتيح احتراق الجزيئات الصغرى أولاً، فتؤمّن في احتراقها المباشر حرارة كافية لاحتراق الجزيئات الأكبر حجماً. وفي الأمكنة المغلقة، لا يعود مطلوباً الانتقال إلى مرحلة الانفجار الشامل لاجتراح التدمير، بل يجري الأمر بالاعتماد على الانتشار الفوري للتفريغ بين الجدران الصلبة، ما يتيح الفتك بكل الكائنات الحية في الممرات والغرف والأنفاق المحصّنة وغيرها.