«نريد تقديم موسيقى جديدة ترقص لها الروح»، بهذا يختصر مثنى عنبر أحد أعضاء فرقة الفارابي الموسيقية التي أسست قبل شهرين تقريباً رسالة الفرقة، مضيفاً إن «هدفنا تقديم روح جديدة ومختلفة للموسيقى». ومثنى هو المغني الرئيسي وعازف «الغيتار» في الفرقة التي يبلغ تضم سبعة أعضاء جميعهم من مدينة جدة (غرب السعودية)، قدموا آخر أعمالهم المصورة قبل أسبوع بعنوان «بلاد العرب» شاركتهم في تأديتها المنشدة السعودية مشاعر. ويقول مثنى عنبر ل«الحياة»: «إن الجديد في اللحن والموسيقى التي نقدمها، هو الدمج بين الموسيقى الشرقية والغربية»، بينما يبنون نصوصهم على مزيج من القصائد والأمثال العربية الشهيرة. ويستطرد مثنى شارحاً: «على سبيل المثال أغنية Story of a King أو قصة ملك، كانت عبارة عن أبيات من قصائد شعرية مختلفة للمتنبي، وأغنية قصة حبيبة، عبارة عن أمثال عربية مختلفة، كتبناها بترتيب معين لتخرج بشكل قصة»، مشيراً إلى أن الأغنية هذه تحوي بيتاً شعرياً واحداً بينما تأتي بقية الأبيات من الأمثال. واستطرد حول مواضيع أغنياتهم قائلاً: «هناك بطبيعة الحال أغاني رومانسية لكنها تعبر عن مشاعر مختلفة غير التي نسمعها دائماً في الأغاني الدارجة، إضافة إلى أغنية تمثل نصيحة يقولها شخص مقرب منك مثل الأب أو الأم»، وأخرى عن الموت التراجيدي. وتسجل فرقة الفارابي أغانيها في أستوديو يملكه عضوها ضياء عزوني (26 سنة)، تابع لشركة الإنتاج التي يمتلكها عزوني وعماد مجلد، التي أسست قبل نحو عام. وبحسب ما ورد في صفحة الفرقة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، فإن أول أغنية سجلتها بهذا الأسلوب الجديد كانت «قصة ملك» في 2010 قبل تأسيس الفرقة، وكانت بالتعاون بين مثنى وضياء، إلا أنهم قرروا بعد أن لاقوا استحساناً من المتلقين أن ينتجوا أغاني أكثر من هذا النوع، فأسسوا فرقة الفارابي التي تضم إلى جوارهما ساهر سمير الذي يعزف على البيانو وعماد مجلد الذي يلعب على «الدرمز» وهي آلة غربية أقرب إلى الإيقاع والطبول، وغسان الفضيل الذي يعزف على غيتار ال«acoustic» وهو غيتار خشبي بأوتار حديدية، ونودي العيد الذي يعزف على العود، وأنس قبوري الذي يعزف على الغيتار. ويقول ضياء وهو المنتج في الفرقة، ويعزف على الغيتار الكهربائي وآلة البوزوكي والبقلامة التركية، إنه بدأ يعزف الأغاني مع مثنى منذ عام 2008. ويضيف «الآلات الرئيسية التي نستخدمها في الفرقة هي ثلاثة أنواع من الغيتار، إضافة إلى البيانو والأورغ، والعود الكهربائي والخشبي، وآلة البقلامة التركية والبوزوك اليونانية، والدرمز». وعن توزيع الأغاني والألحان، يقول: «يأتي مثنى عادةً باللحن الأساسي وعليه نقوم جميعا بتوزيع الآلات»، مشيراً إلى أن كل منهم يضيف ما يراه مناسباً للحن وتطويره. كما يوضح بأنهم قد يتعاونون في كتابة كلمات الأغاني أيضاً، وهذا من وجهة نظره ما يميز عمل فريق الفارابي الذي يتشارك أعضائه في اختيار الكلمات والألحان حتى ينتجوا عمل مميز في النهاية. ويكمن دور ثامر فرحان (28 سنة) من إدارة المواهب في شركة الإنتاج، في التنسيق مع المواهب الأخرى الموجودة لإنتاج عمل مشترك مثل أغنية «بلاد العرب» التي شاركتهم مشاعر في تأديتها. كما يقوم بالتنسيق مع الجهات المختلفة حول العروض الحية والصفقات مع شركات الرعاية إضافة إلى التواصل مع وسائل الإعلام. كما أن ثامر هو من اختار اسم الفارابي للفرقة، وذلك كما يقول «نسبة إلى العالم الفارابي، وهو فيلسوف وطبيب معروف»، إلا أنه «ألف كتباًَ كثيرة عن الموسيقى، واخترع بعض الآلات الموسيقية»، ويزيد: «نمط موسيقاه وأسلوبه يتشابه معنا، إذ دمج بين الموسيقى العربية واليونانية واللاتينية». وأضاف: «هناك ست أغاني جديدة لم تجهز بعد»، مشيراً إلى أن تصويرها سيكون مشابهاً لأغنية بلاد العرب التي كانت في غالبها تصور مراحل تسجيلهم للأغنية في الاستوديو. وعن الحفلات التي سيحيونها قال: «سنذهب إلى النمسا في عطلة نهاية الأسبوع في حفلة سنوية لمجموعة شركات لمدة ثلاثة أيام»، وهناك رحلة في العام المقبل إلى إيطاليا تقيمها شركة إيطالية وهي عن ليلة حجازية، سيحيون فيها الجانب الموسيقي من الحفلة. ويقول عماد مجلد (30 سنة) وهو ضابط الإيقاع ويلعب على آلة «الدرمز»، إنهم يتمنون أن تصل أغانيهم إلى أكبر عدد الناس، مضيفاً «هناك عدد من الأجانب أبدوا إعجابهم بألحاننا، إلا أنهم لم يستطيعوا فهم الكلمات، متمنين بأن يترجمها أحد لهم»، مشيراً إلى أن هذا يدل على أن «الموسيقى ليست مرتبطة بشعب أو جنسية، بل هي مرتبطة بإحساسنا كبشر».