انطلقت المبادرة الوطنية للتكافل أول من أمس في محافظة جدة بحضور أكثر من 250 سيدة مجتمع، لتوقد شمعة في طريق التكافل الوطني تزيد الترابط والتلاحم بين الأسرة والحي والمجتمع، والأخذ بيدهم وتعليمهم، بحسب قول صاحبة المبادرة الأميرة نورة بنت عبدالله. وأكدت الأميرة نورة أهمية الأخذ بيد المحتاجين وتعليمهم، وتمكينهم من التدريب والتأهيل الوظيفي. وقالت ل «الحياة» : «نحن لانريد أن يكون بين أفراد مجتمعنا اتكاليون، ولدينا خطة طموحة مرسومة، تبدأ بجمع الاستبيانات من جميع فئات المجتمع السعودي والمدارس والجامعات»، لافتة إلى أن الحملة وزعت أكثر من 300 ألف استبيان تستهدف جميع شرائح المجتمع المدني في السعودية، بهدف الخروج بدراسة عن واقع المجتمع عبر بوابة التكافل الاجتماعي. وأضافت الأميرة نورة : «إن الصورة الجميلة للمجتمع هي ما نحلم به، من خلال إطلاق المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي التي نرجو منها أن تكون غيثاً وغوثاً، وعوناً ومعيناً، ونهراً ونهاراً، يجعل من التكافل بين أفراد هذا الوطن الغالي ثقافة عامة وممارسة يومية، وساقية ممتدة من الطموحات تجعل من المستقبل حقولاً خضراء». وتابعت: «نحمل من خلال هذه المبادرة الوطنية التباشير، عبر خطة استراتيجية نسعى من خلالها إلى نشر مفهوم العطاء الذكي أو ما يسمى بالاستثمار الأخلاقي، وهو نقلة في أسلوب التفكير الاستثماري الذي يبتعد عن سقف الرأسمالية إلى سماء أرحب هي سماء القيم الاجتماعية والمشاركة في المنفعة، والاعتماد على القدرات الوطنية في بناء أسس الأداء والسلوك الاجتماعي». ولفتت إلى أن المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي تتبنى خططاً طموحة عدة تجاه تحقيق أكبر قدر من المنفعة للمجتمع ،وتتمثل في تأسيس قاعدة بيانات للقضايا الاجتماعية، إضافة إلى طرق باب أفكار المجتمع من خلال توزيع استبيانات معنية بأسلوب ودور التكافل الاجتماعي، من أجل تحقيق أهداف المبادرة في لمس الطرق المؤدية إلى ذلك كافة. وأكدت الأميرة نورة أنه حان الوقت الآن لتبني مبادرات وطنية تخدم المجتمع وتبحث عن تحقيق المصلحة العامة، خصوصاً وأن المطلوب يتمثل في عقد الشراكات الاجتماعية بين القطاعين الخاص والحكومي، بما يسهم في تحقيق ثقافة تنموية تساعد على تحديث وتطوير بناء المجتمع . مشيرة إلى أن تجربة شركة «ديرتي الغالية» التي ترأس مجلس إدارتها وتتبنى المبادرة «هي بحد ذاتها تجربة فريدة من نوعها ويجب الاحتفاء بها، لما تقدمه من خدمات اجتماعية مهمة في العالم اليوم». من جهتها، قالت المدير العام للإشراف الاجتماعي النسائي في منطقة مكةالمكرمة نورة آل الشيخ: «إن العطاء في التكافل الاجتماعي لا يقتصر على العطاء المادي فقط، فالعطاء المعنوي أيضاً ضرورة مُلحة، و يأتي في صور كثيرة مثل المشورة، والنصيحة، والتعليم المهني، والتعليم العام، وأهم مظاهره هي تلك الموجهة إلى تنمية الإنسان بعيداً من خلق الاتكالية. فيما أوضحت الرئيس التنفيذي لشركة ديرتي الغالية والمشرف العام على المبادرة هديل عبدالرزاق بوقري أن إطلاق أول مبادرة اجتماعية عن التكافل الاجتماعي يقودها فريق سعودي بالكامل يؤكد للمجتمع أننا الآن في زمن المبادرات، وقراءة المستقبل، والعمل وفق خطط تنموية تراعي وتنسجم مع مشاريع التحديث والإصلاح في البلاد. وأضافت «إن المشوار طويل وبدأ اليوم بإطلاق مبادرة التكافل الاجتماعي لإعادة إحياء بعض القيم التي تواجه خطر الاندثار، ومحاولة التعايش مع معطيات العصر الحديث بروح إسلامية واجتماعية من شأنها جعل التكافل الاجتماعي روحاً للعمل البناء والعطاء الذكي والمسؤولية الاجتماعية الحقيقية».