يلتئم عقد النواب اللبنانيين المنتخبين غداً في أول جلسة للهيئة العامة مخصصة لانتخاب رئيس جديد للمجلس النيابي ونائبه، ويتلى خلالها محضر الانتخابات النيابية، ويرأسها رئيس السن النائب عبد اللطيف الزين. وكانت ساحة النجمة شهدت أمس حركة نيابية لافتة، خصوصاً من قبل النواب الجدد الذين حضروا الى البرلمان لتسلم مكاتبهم ولوحاتهم الزرق، فيما توالت الاستعدادات اللوجستية لعقد الجلسة التي من المقرر ان يحضرها أعضاء السلك الديبلوماسي العاملون في لبنان. ويصل اليوم رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الشورى العماني الشيخ أحمد بن محمد العيسائي الى بيروت لحضور الجلسة البرلمانية. وتوالت أمس المواقف في شأن انتخاب رئيس المجلس، خصوصاً ان المرشح الوحيد الى المنصب هو الرئيس نبيه بري، ويتركز البحث على مدى الإجماع الذي سيحصل عليه بري من الكتل النيابية في ظل ملاحظات نواب على أدائه السابق في هذا المنصب، إذ أن عدداً منهم أكد انه سيسقط ورقة بيضاء. وشدد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال طارق متري على وجوب أن يكون انتخاب بري رئيساً لمجلس النواب ب«روحية الدخول في مرحلة جديدة، وبمنطق مختلف عن المرحلة السابقة». وأكد متري في حديث إلى «أخبار المستقبل» أن «الأكثرية تقبل بمبدأ المشاركة في الحكم والحكومة الإئتلافية، ولكنها لن تقبل بالثلث المعطل»، لافتاً إلى أن «هناك فرصة أمام البلد لتأليف حكومة تحظى بثقة أوسع فئة من اللبنانيين، ويجب عدم إقحامها بمشاحنات على أعداد الوزراء». ومن المقرر ان تعقد الكتل النيابية لقوى الرابع عشر من آذار اليوم اجتماعاً لاتخاذ القرار في شأن انتخاب بري. وأعلن عضو كتلة «المستقبل» النائب غازي يوسف انه «في ظل عدم وجود أي مرشح آخر غير الرئيس بري فقد يقرر تيار المستقبل التصويت له، أو يترك الحرية لأعضاء كتلته، لكن لغاية الآن لا قرار واضحاً في هذا الشأن، وسنلتزم بالقرار الذي ستتخذه الكتلة». ولم «يستبعد يوسف أن يصوت بعض النواب في الكتل التي ستدعم بري بورقة بيضاء»، متحدثاً «عن دور وسطي جامع لبري على رغم بعض الملاحظات عليه». ولفت إلى «ضرورة إجراء تعديل النظام الداخلي للمجلس النيابي لتحسين أدائه كي لا يكون عمل هذه المؤسسة محكوماً بشخص». ولفت الى أن «النائب فريد مكاري يتجه لإعادة الترشح مرة جديدة لمنصب نائب رئيس المجلس النيابي، وهذا سيبحث أيضاً في اجتماع الكتلة غداً (اليوم)». نواب الكتائب: ورقة بيضاء وجدد رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس أمين الجميل تأكيد «بعض المسلمات الكتائبية التي نتحرك على أساسها. فنحن نحترم وعودنا للشعب اللبناني، ونتقيد بالتزاماتنا تجاهه. خضنا معاركنا الانتخابية تحت شعارات وبرامج وأهداف محددة نريد الحفاظ عليها، ووعودنا للشعب أمانة لن نخل بها. انطلاقاً من ذلك، لا يمكننا انتخاب رموز يتناقض موقفها مع أهدافنا ومع شعار المعركة، فمع كل مودتنا واحترامي للرئيس نبيه بري الذي هناك علاقة قديمة تربطني به، وأود لها أن تبقى وتستمر، ولكن موقفنا السياسي في ما يتعلق بانتخابات مجلس النواب فستكون ورقة بيضاء، وبذلك نكون منطقيين مع أنفسنا ونحقق ما وعدنا به». ونفى «أي تنسيق في هذا الأمر مع فريق 14 آذار»، قائلاً: «هو كونفيديرالية. نحن متفاهمون على مبادئ وطنية مهمة وعلى نضال ذي طابع وطني، ويمكن أن تكون لأي فريق قراءته لبعض القضايا الانتخابية وغيرها. كنا وددنا أن يكون هناك تنسيق ونتقيد كلنا بموقف واحد، ولكن هذه طريقة عمل فريق 14 آذار. تحالفنا باق ومستمر ومتشبث بتحقيق أهدافه الوطنية الكبرى والمبادئ التي يناضل من أجلها، والباقي هو تفاصيل ولكل طرف حرية التحرك». وكرر القول: «ما دام لا يوجد مرشح لغاية اليوم فسنضع ورقة بيضاء». واعتبر «أن المصالحات يجب أن تكون على أساس المبادئ التي ناضلنا وخضنا المعارك من أجلها، وتعرفون كم دفعنا شهداء للحفاظ عليها، ونتمنى ألا يكون أي حوار «بوس لحى» بل تأكيداً للمسلمات والثوابت». من جهتها، دعت وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري الى الانتهاء من رئاسة المجلس النيابي الخميس «وبعدها نبدأ الاستشارات لتأليف الحكومة»، آملة في ان «تتمكن الحكومة المقبلة من القيام بورشة في البلاد»، وأعربت «عن تفاؤلها بالمرحلة المقبلة»، مشددة «على أهمية المصالحات وضرورتها»، داعية «الى تعميمها ليس على مستوى القاعدة فقط بل لتشمل جميع الناس». وإذ لفت النائب روبير غانم في تصريح الى أن «ليس هناك مرشح سوى الرئيس بري»، تمنى ان «تكون المرحلة المقبلة مرحلة توافق على ثوابت وطنية بين شركاء الوطن للتوصل الى تشكيل حكومة عمل يتفق على برنامجها سلفاً، كي تترسخ مسيرة الدولة والسلم الأهلي برعاية رئيس الجمهورية للعبور من الاصطفافات الطائفية والمذهبية الى المواطنية الحقة في ظل دستور الطائف الذي نشدد على تطبيقه نصاً وروحاً». ورأى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد ان «الفرصة لا تزال متاحة للنهوض بلبنان من أزمته الداخلية عبر اعتماد التوافق أساساً للحكم استناداً إلى وثيقة الميثاق الوطني وتقديراً للوحدة الوطنية التي تحصن البلاد ضد المخاطر والاستهدافات الإسرائيلية العدوانية التي باتت تمثل خطراً واضحاً في هذه المرحلة وخصوصاً في ظل التمادي العنصري الاستيطاني الذي ينذر بكارثة قومية جديدة في فلسطين والمنطقة». وأكد عضو الكتلة ذاتها علي المقداد أن «من الحق الطبيعي للمعارضة المشاركة الفاعلة في الحكومة المقبلة، ولا بد من حكومة قوية وقادرة يشارك فيها الجميع تعمل لمصلحة هذا البلد وتنهض به، حكومة تؤمن بأن اللبناني هو الوحيد الذي يحق له بالحكم ولا تسمح للخارج بالتدخل في الشؤون الداخلية وبعيدة من الاستئثار وتعطي الحقوق لأصحابها، حكومة تؤمن بالإنماء». وتمنى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان «على النواب الجدد ان يتعاونوا على حفظ لبنان ويختاروا لرئاسة المجلس النيابي المجرب والمتوازن البعيد عن الفرقة فينتخبوا الشخص الذي يجمع ولا يفرق ويعمل لمصلحة الوطن». وقال: «علينا ان نجمع على انتخاب الرئيس نبيه بري ولا نضع العراقيل في طريقه، وعلينا أن نعمل ليكون مجلس النواب مجلس الكفاءة والطاقة والقدرات والقوانين التي تخدم المجتمع ونحيي ثقافة حفظ الوطن من جديد، وعلى النواب حسن الاختيار طالما انه لا يوجد أحد مرشح للرئاسة غير الرئيس بري».