إسلام آباد، نيودلهي، واشنطن – يو بي آي، رويترز، أ ف ب – اعلن مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية رفض كشف اسمه ان رئيس هيئة اركان الجيوش الأميركية الاميرال مايك مولن، سيلتقي نظيره الباكستاني الجنرال اشفق كياني على هامش مؤتمر الحلف الاطلسي (ناتو) الذي افتتح في مدينة إشبيلية الإسبانية امس ويستمر الى الاحد، وذلك بأمل إعادة بناء العلاقات التي تدهورت بعد قتل قوات اميركية زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن في مدينة أبوت آباد الباكستانية مطلع ايار (مايو) الماضي. وقال المسؤول: «العلاقات لم تتوقف بالكامل، لكن يجري تنفيذ شيء ما لترسيخها»، علماً ان هذا اللقاء يعتبر الاول بين المسؤولين العسكريين منذ مهاجمة مخبأ بن لادن في باكستان، والذي ادى الى تدهور خطير في العلاقات بين البلدين، إذ اتهمت باكستانواشنطن بانتهاك سيادتها عبر شن عملية من دون ابلاغها، وهو ما بررته واشنطن بخشيتها من احتمال نقل معلومات لبن لادن عن خطة الاقتحام. وتخلت إسلام آباد لاحقاً عن عشرات من المدربين العسكريين الأميركيين، فيما قلصت الولاياتالمتحدة ثلث مساعداتها البالغة 2.7 بليون دولار لباكستان من اجل دعم الأمن. في غضون ذلك، حذّر رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ أمس، من أن الوضع الأمني في بلاده لا يزال غير مستقر، لافتاً إلى اعادة تنشيط مخيمات المسلحين عبر الحدود، وتحين المسلحين الفرصة للتسلل إلى داخل الهند. وقال: «الوضع الأمني الوطني لا يزال ملتبساً، والهجمات الإرهابية الأخيرة في بومباي ونيودلهي تذكر بأخطار التحدي الكبير الذي يشكّله الارهابيون لأمننا الوطني». ودعا إلى تحسين القدرات الإستخبارية البشرية في الهند لضبط نشاطات الشبكات الإرهابية، مؤيداً تحسين التعاون بين الأجهزة المركزية وأجهزة الولايات لتعزيز تشاركها في المعلومات، واستخدامها أحدث تقنيات التواصل. وصرح سينغ بأن «قوة مدرّبة ومجهّزة ضرورية للتعامل مع أعمال الشغب»، داعياً مسؤولي الشرطة الى النظر في وسائل تعزيز وجود عناصر الأمن المدربين في الولايات. ودعا الولايات والسلطة المركزية إلى العمل معاً لمعالجة تهديد التطرف اليساري بشكل فعال، وحذر من أن «الإرهابيين» ينتظرون في مخيمات عبر الحدود للتسلل إلى داخل البلاد، داعياً لإحكام الأمن في الجزء الهندي من إقليم جامو وكشمير المتنازع عليه مع باكستان. وكانت اشتباكات متقطعة اندلعت بين مسلحين والجيش الهندي في الشطر الهندي من كشمير. على صعيد آخر، ارتفعت حصيلة الهجوم الانتحاري الذي استهدف اول من امس جنازة قائد ميليشيا قبلية معادية لحركة «طالبان» في منطقة دير السفلى شمال غربي باكستان، الى 40 قتيلاً، بينما لا يزال 67 جريحاً يتلقون العلاج في المستشفيات. واوضحت الشرطة ان الانتحاري الذي يتراوح عمره بين 18 و20 سنة فجر عبوة ناسفة حملها وسط معزين استعدوا للصلاة في الجنازة، علماً ان حركة «طالبان باكستان» تبنت الهجوم الذي اكد تكثيف الاعتداءات على الرجال القبليين الموالين للحكومة، واحدها اطلاق نار على باص مدرسي الثلثاء الماضي ما أدى إلى مقتل 4 أطفال. و «طالبان باكستان» الموالية ل «لقاعدة»، ابرز منفذي موجة تضمنت اكثر من 500 اعتداء وهجوم اسفرت عن اكثر من 4650 قتيلاً في انحاء البلاد خلال السنوات الاربع الاخيرة. وفي صيف 2007، اعلنت الحركة بالاتفاق مع بن لادن «الجهاد» ضد اسلام اباد، بسبب دعمها «الحرب على الارهاب» التي تشنها الولاياتالمتحدة منذ نهاية عام 2001. وتوعدت اخيراً بتكثيف هجماتها في باكستان للانتقام من مقتل بن لادن. ومع تواصل كارثة الفيضانات الموسمية التي تضرب منذ نهاية آب (اغسطس) الماضي اقليم السند (جنوب)، ما ادى الى وفاة أكثر من 230 شخصاً وتدمير او تضرر نحو 1.2 مليون منزل، وتلف نحو 4.5 مليون فدان من الاراضي الزراعية، قرر رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني عدم حضور اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة. وافاد مكتب جيلاني بأن «وزيرة الخارجية حينا رباني خار، ستمثل باكستان في اجتماع الجمعية العامة، فيما سيزور جيلاني المناطق المتضررة بالفيضانات بدءاً من اليوم، وسيشرف على جهود الاغاثة»، والتي تشمل أكثر من 300 الف لاجئ، علماً ان اكثر من 800 الف أسرة لا تزال بلا مأوى دائم منذ فيضانات العام الماضي، ويحتاج أكثر من مليون شخص الى مساعدات غذائية. وكانت الحكومة الباكستانية اتهِمت العام الماضي بتجاهل منكوبي فيضانات خلفت حوالى ألفي قتيل وشردت 11 مليوناً، فيما تواجه الآن اتهامات بالتباطوء في التصدي للفيضانات الجديدة، مع تحذير جماعات اغاثة من تزايد الاخطار من انتشار أمراض فتاكة.