باريس - رويترز، أ ف ب - أعلن المدير العام ل «منظمة التجارة العالمية» باسكال لامي أمس، أن التجارة العالمية تتباطأ أكثر من المتوقع هذه السنة نتيجة الأزمة الاقتصادية والمالية المستمرة. وقال خلال لقاء مع «النادي الأوروبي - الأميركي» في باريس: «سنخفّض على الأرجح توقعات نمو التجارة العالمية». ولم يحدّد حجم الخفض الذي سيعلن عنه خلال قمة مجموعة العشرين في مدينة كان الفرنسية مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، لكنه أكد أنه لن يصل إلى النصف. وتتوقع المنظمة حتى الآن نمواً نسبته 6.5 في المئة للتجارة العالمية هذه السنة، بعد الزيادة القياسية العام الماضي التي بلغت 14.5 في المئة، مقارنة بتراجع تاريخي عام 2009 بلغ 12 في المئة عندما كان العالم يعاني من الأزمة المالية. وقال لامي إن توقف دورة الدوحة لمحادثات التجارة العالمية لم يمنع إحراز تقدم في مجالات أخرى من الديبلوماسية التجارية على رغم ميل إلى التباطؤ بسبب صعوبة الظروف الاقتصادية. ولفت إلى أن اجتماعاً وزارياً في كانون الأول (ديسمبر) قد يقر انضمام روسيا إلى منظمة التجارة، فيما أُجريت محادثات متقدمة في شأن اتفاق تسهيل التجارة الذي قد يخفض إلى النصف تكاليف رسوم الجمارك التي تبلغ نحو 10 في المئة من قيمة المنتج. وزاد: «سنعدّل من دون شك توقعنا لنمو التجارة العالمية بالخفض». ورد على سؤال عما إذا كان المعدل المتوقع سيكون نصف التوقع الراهن بالقول: «ليس إلى هذه الدرجة». وانتعشت التجارة العالمية بدرجة كبيرة من الأزمة المالية العالمية العام الماضي فنمت بمعدل 14.5 في المئة لجهة الحجم وفق بيانات المنظمة، وفي الفترة من 1990 إلى 2008 نمت التجارة العالمية في المتوسط بنحو ستة في المئة سنوياً. وشدد لامي على أن المعدل المتوقع الجديد لنمو التجارة العالمية سيُعلن في قمة زعماء مجموعة العشرين في كان بفرنسا المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وأُنشئت منظمة التجارة عام 1995، وهي واحدة من أصغر المنظمات العالمية عمراً فهي خليفة «الاتفاق العامة للتعريفات والتجارة» (غات) التي أُعلنت في أعقاب الحرب العالمية الثانية. وعلى رغم أن المنظمة لا تزال حديثة فالنظام التجاري متعدد الأطراف الذي وُضع في الأصل وفق «غات» بلغ عمره 50 سنة. وجاء تأسيس منظمة التجارة بعدما شهد العالم نمواً استثنائياً في التجارة العالمية، فزادت صادرات البضائع بمتوسط ستة في المئة سنوياً وساعدت «غات» ومنظمة التجارة على إنشاء نظام تجاري قوي ومزدهر ما ساهم في نمو يعتبر سابقة.