في رحلة بحثٍ محمومة ومحفوفة بالرفض، تبدأ منذ لحظة الظفر بمقعدٍ جامعي أو وظيفة، يجوب العزاب الوافدون إلى المدينة من القرى الشوارعَ والأحياء بحثاً عن شقة تؤويهم، فلا يلبث حلم الدراسة أو العمل إلا منغصاً حاسراً بالرفض وعدم القبول من ملاك المكاتب العقارية وسكان البنايات من ممانعي مبدأ جوار العزاب. وحين ينتهي بهم الحال حيث لا شقة تؤويهم ولا سقف يظلهم، يضطر الواحد منهم إلى التحايل، فيلجأ إلى صديقٍ متزوج يحلل له عقد التأجير وتنتهي مهمته لحظة التوقيع، أو جلب العائلة من القرية لإيهام صاحب العمارة ومستأجريها من العائلات أنه جارٌ مكتمل الشروط. حالة الرفض تلك انسحبت عليهم في كل مكانٍ تقصده خطواتهم لغرض الترفيه أو التنزه، ففي الأسواق والمجمعات التجارية والملاهي، يقف على الأبواب حراسٌ غلاظ شداد، مهمتهم الأولى منع وصول أي شاب لا ترافقه عائلة، حتى تضيق عليهم الخيارات فيلجأوا إلى المقاهي الشعبية ينفثون فيها دخان الشيشة ممزوجاً بنفخات الغضب. وعلى رغم وجود ضوابط واشتراطات لمساكن العزاب، تنظم لوجود مجمعاتٍ خاصة بهم إلا أنهم لا يجدون سوى الأحياء الشعبية حيث المساكن المتهالكة ترتص في أزقةٍ مهترئة تعوزها النظافة والاشتراطات الصحية، ويجبرهم واقع «حشفاً وسوءَ كيلة»، وهو ما يتمثل في غلاء أسعار الإيجار بتلك المناطق والسكن مع العمالة الوافدة. «العزاب»... مشوار البحث عن شقة «يصطدم» بممانعة مكاتب العقار والعائلات قلة الحيلة تجبر «عزاباً» على السكن مع العمالة مطالبات بتخصيص مجمعات سكنية للشبان