دعا مشاركون في ملتقى اقتصادي، عقد في الرياض أمس، إلى استغلال الفرص الاستثمارية في أسواق الأسهم والذهب والنفط والعملات، والتي تنجم عن الركود الاقتصادي العالمي المتوقع. وقال المتحدث الرئيس في الملتقى الاسترشادي الأول لأسواق السلع والمعادن وسلة العملات العالمية الأمير الدكتور سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز: «إن التباطؤ الذي يجلب معه أضراراً على اقتصاد الحكومات حول العالم قد يمثل فرصاً استثمارية لا تعوّض في أسواق المال والعملات والمعادن». ودعا سيف الإسلام في حديث ل«الحياة»، على هامش افتتاح الملتقى، إلى اقتناص الفرص التي قد يحققها الكساد الاقتصادي العالمي في الفترة المقبلة، وتحديداً في أسواق الأسهم والذهب والنفط والعملات، لافتاً إلى أن «كساد 2008 جنى منه مستثمرون أرباحاً طائلة، لانتهازهم الفرص التي توافرت آنذاك في مختلف الأسواق، ومن ذلك مستثمرون استغلوا هبوط مؤشر «داو جونز» إلى أربعة آلاف نقطة في أيلول (سبتمبر) 2008، قبل أن تصل هذا الصيف إلى 13 ألف نقطة». وأضاف: «من أهداف ملتقانا هذا توجيه المستثمرين إلى خطط مجدية للتعامل مع هذه الأسواق في حال الركود الاقتصادي، وتنويرهم بالطرق المثلى للاستثمار في أسواق الأوراق المالية والعملات والمعادن، وضخ أموالهم بخطة تقل مخاطرها عن الأساليب الأخرى». وأشار الأمير سيف الإسلام الذي يترأس شركة الأوسط للاستشارات المالية إلى رغبة كبيرة من السعوديين في الاستثمار في هذه القطاعات التي تعد غريبة نوعاً ما عليهم، مع خشيتهم من المخاطر التي يواجهونها في هذا المجال، موضحاً أن هذا الملتقى يأخذ بأيديهم إلى أساليب استثمارية تجني لهم المزيد من الأرباح، وتبعدهم عن المخاطر قدر الإمكان. وتابع: «قطاعات العملات والمعادن والأوراق المالية ينجح فيها بقوة المستثمر الصبور المثابر، الذي يضع قراراته وفق نظرة تستشرف المستقبل، فيما يسقط فيها المستثمر المتعجل، الذي يبحث عن أرباح في أقرب وقت وبأية صورة». من جهته، قال المدير العام لشركة «ألباري - الشرق الأوسط» المالية إسكندر نجار، في محاضرة له في الملتقى، إن «المستثمر السعودي زاد اهتمامه بتداول العملات الأجنبية والمعادن، وتعد خطة ربطه بخبراء عالميين في هذا المجال أفضل وسيلة لتوعيته بهذه الأسواق، إذ سيتم تسليط الضوء على المناهج المهنية والآليات العملية لقراءة مؤشرات الأسواق المالية، ومعرفة توجهاتها الآنية والمستقبلية، لفهم تذبذباتها اليومية، وكيفية الاستفادة منها». وشهد الملتقى حضور مؤسسات مالية عربية وعالمية، جاءت تبحث عن المستثمر السعودي وترشده لأسواق جديدة يوزّع فيها استثماراته، ليقلل من مخاطر ضخ الأموال في سوق واحدة، إذ تسابق مندوبو هذه المؤسسات يتلقفون كل زائر، ويعقدون له دورات تدريبية مصغّرة وخاطفة عن طريقة الاستثمار في هذه الأسواق إلكترونياً، وسط تجاوب من معظم الزوّار. كما أنصت الزوّار لخبراء ماليين دوليين من 12 دولة تتصدرها أميركا وأوروبا، يجيبون على استفساراتهم ويعرضون لهم خبراتهم في مجال تقنيات التداول الحديثة، حتى يغّير المستثمر السعودي من أسلوبه الاستثماري، الذي يركّز على ضخ أمواله في سوق الأسهم، ويهمل غيرها من الأسواق. وتتعرض الأسواق المالية في العالم خلال الفترة الجارية إلى أزمة ثقة مرتبطة بتوقعات بكساد قد يعيشه الاقتصاد العالمي خلال خريف هذا العام مع أزمة ديون تعيشها دول في أوروبا، إذ تحدث البنك الدولي وصندوق النقد عن ركود قد يعيشه الاقتصاد في المرحلة المقبلة.