دمشق، عمان، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - كثّفت السلطات السورية حملة توقيف الناشطين المعارضين والمداهمات في مختلف أنحاء البلاد في أسلوب جديد يرمي إلى وقف التظاهرات التي تهز البلاد منذ حوالى ستة أشهر. وقتلت قوات الأمن ثمانية أشخاص في مدن وبلدات متفرقة، معظمهم في ريف حماه. وأكد ناشطون أن حملة «التوقيفات والمداهمات التي شنتها القوى الأمنية تتكثف على جميع الأراضي السورية. وقال أحد الناشطين: «يتعرض الموقوفون للضرب بوحشية وسوء المعاملة، والمنازل للتخريب». وأضاف أن هذا الأسلوب يرمي إلى الحد من التظاهرات، لكنها «تتواصل في جميع المناطق». وقُتل خمسة أشخاص برصاص الأمن في بلدات ريف حماه، فيما قُتل آخر أثناء حملة مداهمات شنها الأمن في محافظة دير الزور، شرق البلاد. وأكدت صفحة «أوغاريت» المعارضة على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» مقتل شخصين في الرستن التابعة لريف حمص. وقال ناشطون محليون إن خمسة أشخاص قتلوا حين فتح «قناصة من قوات الأمن من فوق سطح مدرسة حكومية وصهريج مياه النار على جنازة قرويين قتلوا أول من أمس في بلدة كفر نبودة في ريف حماه»، حين بدأ مئات المشيعين يرددون هتافات مطالبة بإسقاط الرئيس بشار الأسد. وبدأت التظاهرات منذ مساء أول من أمس في درعا وحمص وإدلب وحماه، وأحرق المتظاهرون العلم الروسي في إطار «ثلثاء الغضب من روسيا»، ونددوا بدعم موسكو نظامَ الأسد متهمين إياها «بالمشاركة في قتل الشعب السوري». وأوقف 34 شخصاً على الأقل في مدينة الزبداني، على بعد 50 كلم غرب دمشق، حيث انتشر الجيش فجراً، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» و «لجان التنسيق المحلية» التي تدير التعبئة. وكانت السلطات اعتقلت محللة نفسية ذائعة الصيت في مطار دمشق بينما كانت تستعد للسفر إلى باريس، كما أكد زوجها في بيان أمس. وقال أستاذ التاريخ القديم في جامعة دمشق فيصل محمد عبدالله إن «زوجتي، الدكتورة رفاه ناشد اعتقلت السبت من قبل عناصر من أجهزة استخبارات سلاح الجو، خلال أول تفتيش للحقائب عند مغادرة مطار دمشق». وأضاف أن «زوجتي (66 عاماً) تعاني من أمراض عدة وكانت متوجهة إلى باريس لأسباب عائلية وصحية». وطلب الناطق باسم الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو «السلطات السورية بالإفراج عن هذه الشخصية الطبية المرموقة المعروفة عالمياً». وقال: «مرة أخرى تثبت السلطات السورية احتقارها حقوق الإنسان الأساسية».