واشنطن - رويترز - أعلن البنك الدولي امس اعترافه رسمياً بالمجلس الوطني الانتقالي باعتباره «حكومة ليبيا» وانه طلب منه المساهمة في الجهود المبذولة لاستعادة الخدمات الحيوية وبرامج توفير الوظائف في ظل سعي البلاد لاستئناف الحياة الطبيعية بعد ستة شهور من الحرب. وقال البنك في بيان «مع بدء تعافي ليبيا من الصراع طُلب من البنك الدولي المساهمة في الجهود المبذولة في مجالات الانفاق العام والادارة المالية واصلاح البنية التحتية وايجاد وظائف للشباب وتوصيل الخدمات». وأضاف أنه طلب منه المشاركة في اصلاح الخدمات في قطاعات المياه والطاقة والنقل والتعاون مع صندوق النقد الدولي في المساهمة في اعداد موازنة البلاد واستئناف نشاط قطاع المصارف. وقالت سري مولياني اندراواتي العضو المنتدب للبنك الدولي «نحن مستعدون لدعم الشعب في ليبيا... بدأ خبراؤنا بالفعل التنسيق مع نظرائهم ونتحرك سريعاً لبدء العمل». وكان صندوق النقد الدولي المنظمة الشقيقة للبنك الدولي قال السبت انه يعترف بالمجلس الوطني الانتقالي وسيُرسل فريقاً الى ليبيا عندما تسمح الاوضاع الامنية. وينظر عادة الى اعتراف صندوق النقد والبنك الدوليين بالمعارضة المسلحة سابقاً باعتبارها حكومة ليبيا الرسمية كإشارة للجهات المانحة والمستثمرين للمشاركة في مشاريع بالبلاد اضافة الى طمأنتهم لوجود رقابة مستقلة. وقالت اندراواتي رداً على مخاوف أبدتها السلطات الليبية التي اجتمع معها البنك الدولي انه سيتم الاهتمام بصفة خاصة بالرقابة والشفافية في مرحلة اعادة البناء. وتعد مشاكل ليبيا فريدة من نوعها نظراً لانه بعد أربعة عقود من الحكم الفردي للقذافي لا يوجد في البلاد هيكل دولة منظم وهناك ضعف في ادارة الخدمات الحكومية. وكانت هناك محاولات أثناء حكم القذافي لتحديث الاقتصاد المعتمد على النفط والخدمات الحكومية عبر اصدار قوانين لجذب استثمارات جديدة لكن معظم تلك الجهود فشلت. وقال محللون ان المجلس الانتقالي عليه أن يتحرك سريعاً ليثبت أن ليبيا تستطيع أن تكون أكثر من مجرد دولة تعتمد على ايرادات النفط. وقالت النمسا انها حصلت على موافقة من الاممالمتحدة على الافراج عن أكثر من 150 مليون يورو من الاموال الليبية المجمدة لديها للمساعدة في تمويل المساعدات الانسانية في ليبيا. ويمثل هذا المبلغ نحو 13 في المئة من الاموال الليبية التي جمدتها النمسا في آذار (مارس) اثناء تعقب اصول القذافي وبطانته في الخارج قبل ان تطيح بهم الانتفاضة المسلحة.