ضيق الوقت في لقاء مدرب المنتخب السعودي الهولندي ريكارد مع الزميل طارق الحماد على قناة لاين سبورت جعل من السؤال الذي طرحته عليه «مختزلاً» جداً وربما تسببت الترجمة أيضاً في «اختزال» إضافي أثار ابتسامة ريكارد و«ضحكته»، وهذا من حقه طالما أن السؤال مكرر لا طائل منه، خصوصاً أن ما وصل إليه حتى بعد تعليق المذيع هو أن السؤال يتمحور حول اختلاف طريقته بين مباراتي عمان وأستراليا على رغم أن المقصود كان حول اختلاف طريقته ما بين مرحلة التصفيات السابقة (هونغ كونغ) وبين المرحلة الحالية (عمان وأستراليا). وسأحاول هنا أن أوضح السؤال أكثر لأنني لم أحصل على الإجابة الشافية، وربما لم يحصل عليها غيري أيضاً، وقبل ذلك أشير إلى أن «الأخضر» مر خلال المرحلة الماضية بأربعة عوامل أدت إلى عدم ظهوره بالشكل المأمول. الأول: حال الإرهاق الذي أصاب اللاعبين من موسم طويل أمتد لفترة 11 شهراً متتالية تلاه معسكرات عدة. الثاني: شهر رمضان المبارك الذي تختلف فيه المعطيات «الفسيولوجية» للاعبين بما يُضيق من الاستفادة القصوى منه كمرحلة إعداد. الثالث: عدم خوض مباريات ودية. الرابع: حداثة عهد المدرب ريكارد بلاعبي الأخضر. وبعد هذه العوامل سنقول أن المدرب ريكارد قام بتغيير الخطة الفنية للمنتخب السعودي الأول ولعب بطريقة 4-3-3 بحسب ما أكده في اللقاء التلفزيوني وهذه لم تكن طريقة الأخضر طوال الفترة الماضية. وهي طريقة يُفترض فيها من اللاعبين تفهم متطلبات تكتيكية جديدة من مدرب يتعاملون مع أسلوبه «ميدانياً» للمرة الأولى، علماً أنه لا يوجد فريق في الدوري السعودي طبق الموسم الماضي أو لعب بطريقة 4-3-3، خصوصاً في ظل تعقيد تطبيقها على أرض الملعب كونها تحتوى على أدوار أخرى وتحرك بطريقة مختلفة. السؤال هنا: في ظل المعطيات التي تم ذكرها سابقاً وكون الأخضر لا يزال في مرحلة إعداد بدني من جهة، وإعداد ذهني من جهة أخرى، في ظل كل هذه المعطيات لماذا قام ريكارد بتغيير أسلوب لعب الأخضر في هذه المرحلة (عمان واستراليا)؟ ولماذا لم يرج عملية التغيير إلى مرحلة لاحقة يكون اللاعب السعودي فيها قد خاض منافسات الدوري وارتفعت حالته البدنية والذهنية وأضحى أكثر قدرة على استيعاب وتطبيق متطلبات جديدة عليه. ريكارد بأسلوبه الجديد يتبع خطى المدرب الهولندي السابق ليوبنهاكر عندما أشرف على تدريب الأخضر ولعب بالطريقة ذاتها، واضعاً سالم سرور وسعيد العويران وفهد الغشيان في خط المقدمة، ولكن عليه أن يعي أن هذه الطريقة تحتاج إلى 4 إلى 6 مباريات ودية حتى يستطيع اللاعبون خلالها أن يفهموا دورهم بشكل جيد كما عليه أن يدرك تماماً أن هذه الطريقة تحتاج إلى لاعبي أطراف على درجة عالية ورفيعة. أخيراً، أعتقد أن المدرب القدير ريكارد سيحتاج لوقت أطول حتى يتفهم اللاعبون طريقته، خصوصاً أنه على ما يبدو ينوي إجراء تغيير «جذري» يختلف أسلوباً عن الطريقة التي تلعب بها فرق الدوري السعودي. [email protected] twitter | @aljabarty