لندن، طرابلس، راس لانوف - «الحياة»، رويترز، أ ف ب، أ ب - شنت فصيل من «كتائب القذافي» اولى عملياتها، بعد سقوط النظام، على مؤسسة اقتصادية حيوية هي مصفاة للنفط في راس لانوف لحرمان المجلس الوطني الانتقالي من مورد اساسي يساعده في اعادة الحياة الى طبيعتها في البلاد ويؤمن العمل لليبيين والانفتاح على العالم عبر الاقتصاد. فقد اندفعت بين 14 و15 شاحنة صغيرة محملة بانصار القذافي من سرت وهاجمت في الصباح الباكر أمس البوابة الأمامية لمصفاة راس لانوف التي تبعد 20 كلم من بلدة راس لانوف الساحلية، ما أسفر عن مقتل 15 حارساً وإصابة اثنين. ولم يتمكن المهاجمون من دخول المصفاة ولا تخريبها وفق الناطقين باسم المجلس الوطني. وجاء الهجوم امس بعد يوم من اعلان رئيس الوزراء الليبي الموقت محمود جبريل إن ضخ النفط بدأ، واعدا بمزيد من الإنتاج في المستقبل القريب. وتبين لاحقاً ان المقصود هي شركة «الخليج العربي للنفط» (أجوكو) التي اعلنت أمس إنها استأنفت الإنتاج من حقل السرير شرق البلاد. وأوضحت أن الإنتاج الحالي يصل الى 50 ألف برميل يومياً. وفي وقت استمر القتال في جبهة بلدة بني وليد المحاصرة دفع الثوار تعزيزات في اتجاه منطقة سرت، مسقط رأس القذافي حيث يتجمع اشد المخلصين له، بهدف تطويقها وفي محاولة لاجبارهم على البقاء فيها والتوقف عن شن غارات منها على مواقع حررها الثوار. ولا تزال قيادة الثوار عاجزة عن فهم كيفية إعطاء الأوامر للموالين للقذافي، ومتابعتها خصوصاً بعد هروب عدد من القيادات الى النيجير كان آخرهم الساعدي القذافي. وقال رئيس وزراء النيجر بريجي رافيني أمام ديبلوماسيين أجانب في نيامي: «استقبلنا في الإجمال 32 شخصاً في بلادنا بينهم أحد أبناء القذافي وثلاثة جنرالات». ولا يزال ثلاثة أبناء للقذافي هاربين هم المعتصم وخميس، وكلاهما يقود وحدات عسكرية خاصة، وسيف الإسلام المطلوب مثل والده للمثول امام المحكمة الدولية في لاهاي لارتكاب جرائم حرب. وفرت بعض الأسر المحاصرة في بني وليد منذ أسابيع من البلدة صباح أمس بعدما تخلت قوات القذافي عن بعض نقاط التفتيش على مشارف المدينة. وخرجت من المنطقة عشرات السيارات المحملة بالمدنيين. وقال احد الفارين «إن في بني وليد الكثير من النساء والأطفال. إن قوات القذافي تقصف المناطق المدنية لمنع مقاتلي المجلس الوطني من التقدم». وقال الثوار إن مقاتليهم أوقفوا هجوماً على البلدة بعد اقتحامها ووجدوا مدنيين عرضة للخطر». وخلافاً للعادة بثت محطة تلفزيون «الرأي» من سورية رسالة قالت ان القذافي وجهها الى انصاره وقرأها مدير المحطة مشعان الجبوري وجاء فيها: «لا يمكن ان نسلم ليبيا الى الاستعمار مرة اخرى، ليس امامنا الا القتال حتى النصر وهزيمة هذا الانقلاب وانقاذ الثورة، لا يمكننا تسليم نفطنا للشعب الفرنسي لكي يتمتع به». واكد الجبوري انه كان من المقرر بث «كلمة مصورة» للقذافي مساء الاحد او الاثنين الا انه تم تأجيلها «لأسباب أمنية» وانه لا يزال في ليبيا ولم يغادرها. ولم تُعرف ماهية هذه الاسباب او ما اذا كانت الرسالة صحيحة خصوصاً مع غياب عبارات اعتاد القذافي وصف الثوار فيها. من جهة ثانية تتردد دول الحلف الاطلسي في نقل سفاراتها وبعثاتها الديبلوماسية الى طرابلس من بنغازي وهي تنتظر أن تأتي الخطوة الأولى من المجلس الانتقالي الذي يجب أن يُعلن «أن طرابلس أصبحت آمنة» وأن مؤسسات المجلس تحولت نهائياً الى العاصمة. وكانت العاصمة اهتزت بقوة أمس بعد انفجار في مخزن كبير للأسلحة في منطقة قصر بن غشير قرب مطار طرابلس، ما أدى إصابة شخصين بجروح، كما قال شهود عيان في حين استمر الثوار. وأفادت أنباء في العاصمة البريطانية أمس «بأن لا خطط بعد لإصلاح مقر سفارة المملكة المتحدة في طرابلس حتى تتضح الأمور» ويصبح «الموقف تحت السيطرة» بعد انتقال مؤسسات المجلس الوطني الى العاصمة، خصوصاً مؤسسات وزارة الخارجية الذي قد يتأخر الى تشكيل حكومة ليبية جديدة والذي يُقال إنها ستُعلن خلال عشرة أيام.