وقّعت موسكوولندن إعلان «شراكة من أجل التحديث»، في ختام محادثات لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون في العاصمة الروسية أمس. واستبقت روسيا الزيارة الأولى لرئيس وزراء بريطاني منذ ست سنوات، بتأكيد أنها لا تتوقع اختراقات على صعيد العلاقة مع المملكة المتحدة، خلال المحادثات «الهادئة والبراغماتية» مع كامرون الذي ركزت محادثاته مع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف على العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دفع التعاون في مجالات عدة، بعد سنوات من البرود. وأعلن الكرملين أن الطرفين وقعا وثيقة تستهدف دفع التعاون في مجالات عدة، حملت عنوان «إعلان الشراكة من أجل التحديث»، وتنص على نية البلدين مواصلة تعاونهما في مجالات التنمية والتقنيات الحديثة، كما يتعهدان تقديم تسهيلات لضمان حرية التنقل للعلماء والباحثين والطلاب بين البلدين، في إطار مشاريع التحديث الاقتصادي المشتركة. ورحب الطرفان بزيادة الاستثمارات في إنتاج ونقل كميات إضافية من الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا، لسد حاجاتها من موارد الطاقة. كما ابدت بريطانيا في «إعلان الشراكة»، تأييدها سعي روسيا الى إنشاء مركز مالي دولي في موسكو. يُذكر أن آخر زيارة لرئيس وزراء بريطاني إلى روسيا، جرت في حزيران (يونيو) 2005، عندما كان توني بلير رئيساً للحكومة البريطانية. وشهدت علاقات الطرفين تدهوراً متواصلاً منذ ذلك الحين، بلغ ذروته بعد اغتيال العميل الروسي السابق ألكسندر ليتفيننكو بمادة مشعة في لندن عام 2006. ووُجهت أصابع الإتهام حينذاك إلى الاستخبارات الروسية، وتبادل الطرفان بعد ذلك طرد ديبلوماسيين بتهم التجسس. وكان كامرون مهد لزيارته بتأكيد تقارب مواقف البلدين في السياسة الخارجية، قائلاً: «لدينا غرض مشترك هو مكافحة الإرهاب والتطرف، كما أن مواقفنا متطابقة في مواجهة مخاطر انتشار السلاح النووي في العالم، بما في ذلك في بلدان مثل إيران». وأضاف: «في وقت يشهد العالم تغيّرات جذرية، من المهم جداً أن يكون في إمكان البلدين العضوين في مجلس الأمن ومجموعة الثماني، أن بتعاونا بفاعلية من أجل مواجهة التحديات الجديدة». في المقابل، استبق الكرملين الزيارة بالدعوة إلى عدم «الميل إلى المبالغة والتهويل» في شأن نتائج المحادثات. وقال سيرغي بريخودكو، مساعد الرئيس الروسي، إنه لا يرى داعياً ل «الحديث عن إعادة تشغيل العلاقات بين البلدين»، في إشارة إلى المصطلح الذي أطلق على عملية دفع العلاقات بين موسكو وواشنطن بعد خلافات حادة.