في إطار المساعي التي يبذلها الأكراد لبناء علاقات مع العالم العربي، شهدت أربيل افتتاح قنصلية أردنية لتصبح ثاني بلد عربي، بعد مصر، يقيم علاقات ديبلوماسية مع الإقليم. وتزامن ذلك مع زيارة رئيس الوزراء معروف البخيت. وقال رئيس حكومة الإقليم برهم صالح خلال مؤتمر صحافي أعقب اجتماعاً عقده مع نظيره الأردني إن المحادثات تركزت على «تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية والصحية والتربوية، وتسهيل دخول مواطني الإقليم إلى الأردن، فضلاً عن تبادل الخبرات في مجال الإدارة والإصلاح الحكومي وإقامة الدورات التدريبية». وأفاد البخيت بأنه سيوقع «عدداً من مذكرات التفاهم مع إقليم كردستان، وسيعمل على تعزيز طاقم القنصلية بمستشارين في المجالات التجارية والصحية والإعلامية». وشارك البخيت الذي وصل أربيل أول من أمس، على رأس وفد ضم نحو 50 مسؤولاً ومستثمراً اردنياً، أعمال الملتقى الاقتصادي والتجاري المشترك. ووصف صالح خلال كلمة ألقاها في المؤتمر زيارة الوفد الأردني بأنها «مناسبة للتعريف بإقليم كردستان وفرص الاستثمار فيه، وتأكيد أهمية موقعه السياسي والاقتصادي». وأضاف «إنه لمبعث فخر لنا، في الذكرى 50 لثورة أيلول الكردية، وبعد التضحيات والنضال والمآسي التي تعرضنا لها، نقف اليوم لنبحث سبل تحسين الأوضاع الراهنة والمستقبلية لإقليمنا الذي أصبح سوقاً وبوابة تجارية لكل مناطق العراق». وكانت مصر أول دولة عربية افتتحت قنصلية في الإقليم الكردي خلال زيارة وزير خارجيتها آنذاك أحمد أبو الغيط في 26 من كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي. وتأتي الخطوتين الأردنية والمصرية بعد زيارة أجراها رئيس الإقليم مسعود بارزاني في تموز (يوليو) العام الماضي لكلا البلدين، وصفتها الحكومة الكردية حينها ب «الناجحة»، وأشارت إلى أنها «ساهمت في تعزيز علاقات الإقليم مع دولتين عربيتين مهمتين». وكثّف الأكراد تحركاتهم الديبلوماسية خلال السنوات الماضية لحشد مزيد من الدعم العربي وتقوية دورهم وموقعهم كإقليم في منطقة الشرق الأوسط بعد أن اقتصرت علاقاتهم بالغرب خلال الفترة المنصرمة، وكان آخرها زيارة أجراها رئيس برلمان الإقليم كمال كركوكي لبيروت أواخر آب (أغسطس) الماضي، حض خلالها المسؤولين اللبنانيين على فتح قنصلية في أربيل.