«رجل الثلثاء»، هو عنوان رواية للشاعر والروائي المصري صبحي موسى تتناول حادثة 11 أيلول (سبتمبر) عبر الغوص في شخصية زعيم تنظيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن، ولم تنشر بعد لأسباب خارجة عن إرادة مؤلفها الذي انتهى من كتابتها قبل بضعة أعوام. شرع موسى في كتابة هذه الرواية في العام 2005 وكان ذهنه مشغولاً وقتها، كما يقول، بجماعات الخروج في التاريخ العربي الإسلامي. ويضيف موسى :«كان الأمر يحتاج إلى معادل أو خيط فني يمكنه جمع شتات أفكار تلك الجماعات، ووجدته في شخصية أسامة بن لادن الذي بدا لي شخصية مريضة بإعادة إنتاج التاريخ القديم». جاءت الرواية من وجهة نظر بن لادن، باعتبارها مذكراته التي يمليها على صبي يرافقه في كهف منعزل على الحدود بين أفغانستان وباكستان. ويقول موسى: «واجهتني معضلات فنية عدة، في مقدمها: كيف تم حدث 11 سبتمبر، وما هو دور القاعدة فيه، ولماذا تم توجيه الاتهام إلى هذا التنظيم وحده، خصوصاً أن المعطيات كافة تؤكد أن الحادث أكبر من إمكانات جماعة مقيمة في الجبال والكهوف، ولا تملك غير إيمانها بإعادة إنتاج التاريخ». توقع موسى وهو يكتب هذا النص أن تتهافت دور النشر عليه، خصوصاً وأنه لا توجد، كما يقول، رواية توقفت أمام حدث 11 سبتمبر ولا شخصية بن لادن بهذا الاتساع والعمق، فيما عدا نص للمصري جميل عطية إبراهيم جاء من منطلق رصد تغير نوعية التعامل مع العرب والمسلمين في أوروبا بعد الحادث. ويضيف: «انتهيت من كتابة الرواية العام 2008، ورفضت دار الشروق نشرها من دون إبداء أسباب، وماطلتني دار ميريت ثم دار رؤية، أما الدار المصرية اللبنانية فتعاقدت معي على نشرها وأحالتها إلى لجنة القراءة التابعة لها. وقدمت اللجنة تقريراً مشرفاً كما علمت من محمد رشاد ومن فؤاد قنديل في ما بعد، ووقعتُ عقداً مع المصرية اللبنانية لنشرها بعد تغيير بعض الأسماء وحذف بعض المقاطع، لكن رئيس مجلس إدارة الدار نفسها أبلغني بأنه لا يمكنه نشر عمل عن بن لادن، معللاً الأمر بأن سوق الخليج لن ترفض توزيع العمل لديها فقط بل ستضعه وكل ما ينتجه في قائمة الحظر، وطلب تقديم عمل آخر، لكنني فضلتُ أن أعيد إليه العقد. أما خالد المعالي فرحب بنشر الرواية عن دار الجمل، ثم تراجع بحجج تشبه تلك التي أبداها رشاد من قبل».