أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ صالح بن محمد آل طالب في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في المسجد الحرام ب«العمل بجميع أوامر الله وترك جميع زواجره» وبين إن: «الدعوة الكريمة من الله تعالى للمؤمنين بإتباع أوامره تشير إلى حاجة النفوس إلى التذكير بأن تلتزم بجميع شرائع الإسلام، ومع وجود أصل الإيمان في المجتمع المسلم إلا أنه قد يوجد من يحتاج لهذه الدعوة ليتجرد ويستسلم لله وتتوافق خطواته واتجاهاته مع ما يريده الله منه وما يقوده إليه نبيه صلى الله عليه وسلم من غير تردد ولا تفلت». مبيناً أن: «هذا هو معنى الإسلام، وهو الاستسلام لله والانقياد له بالطاعة، وحين يستجيب المسلم لهذا النداء فإنه يدخل عالم السعادة والسلم والسلام والثقة والاطمئنان والرضا والاستقرار، فلا حيرة ولا قلق ولا نزاع ولا ضلال». وأضاف الشيخ آل طالب: «إنه عندما يفيض السلام على القلب من صحة توحيده لله وإيمانه به ويقينه عليه وإفراده بالعبادة ومعرفة أسمائه وصفاته، يعلم أن الله إله واحد يتجه إليه بكلّيّته وجهة واحدة يستقر عليها قلبه، فلا تتفرق به السبل وتلتبس عليه الأهواء، وتتكاثر عليه الآلهة، فيعبد رباً ونبياً، أو يدعو كل يوم ولياً، فكأن كل مشهد كعبة، وكل ضريح رب يدعى، فهل هذا من الإسلام؟ موضحاً أن: «المؤمن بإسلامه لله وحده يعيش عقيدة صافية وفكراً نقياً وحياة مستقرة، ويعلم من صفات الله تعالى ما تطمئن به نفسه ويسكن به قلبه، فالله هو القوي القادر، والعزيز القاهر، والولي الناصر، فإذا التجأ إليه المؤمن فقد التجأ إلى القوة الحقيقية في هذا العالم، وقد أمن من كل خوف واطمأن بالله واستراح، وعلم أن الله يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويفرج الكربات ويشفي الأسقام ويذهب الأحزان والآلام، فالمؤمن في كنف الله آمن وادع يتقلب في الطمأنينة والرضا، يفيض الإيمان بالأسماء والصفات على قلبه برداً وسلاماً. وأشار إلى أن: «الإيمان باليوم الآخر يجلب الطمأنينة والسلام وينفي القلق والإحباط أو الإحساس باليأس، وأنه من كمال عدل الله أن يثيب المحسنين ويحاسب المسيئين ويقتص للمظلوم، فإذا علم المسلم أن الدنيا ليست النهاية وأن لا شيء يضيع عند الله، فعند ذلك يصبر ويحتسب ويعمل ويجتهد حتى لو لم يلقَ من الناس شكراً فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا».