تظاهر أمس آلاف الأردنيين رافضين التعديلات الدستورية المقترحة التي ينظر فيها البرلمان حاليا. وحذروا "الحكومة من دفعا للشعب إلى التصعيد بسبب تباطئها في الاصلاح السياسي والاقتصادي " .وطالبوا بإلغاء محكمة أمن الدولة . وتأتي التظاهرات في وقت يناقش فيه البرلمان الأردني حاليا مقترحات دستورية احالتها الحكومة للبرلمان مؤخرا ،ومن ابرز التعديلات :إنشاء محكمة دستورية ،وحصر اختصاص محكمة أمن الدولة في قضايا التجسس والخيانة العظمى والإرهاب (...) وفي عمان ،انطلقت مسيرة من الجامع الحسيني وسط العاصمة شارك فيها الآف الأردنيين من قوى المعارضة ،رفضوا التعديلات الدستورية المقترحة واعتبروها "ترقيعات دستورية لا تقود الى دولة مدنية ". وحذروا فيها الأردن من مواجهة مصير دولة عربية أخرى . وانتقدوا تباطؤ الحكومة بالإصلاح السياسي والاقتصادي ، مطالبين برحيل الحكومة وحل البرلمان ،معتبرين الأخير "برلمان قبلي لا يمثل الشعب الأردني " لافتين إلى أنه "برلمان موال للحكومة وضد الشعب ". وطالبوا بحكومة برلمانية منتخبة وبمجلس نيابي يمثل الشعب كله ،ومحاسبة الفاسدين واعادة ثروات الوطن المنهوبة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وبخاصة التنظيمات الاسلامية والغاء محكمة أمن الدولة . ونشبت خلال التظاهرة مشاجرة بين معارضين ومسيرة أخرى موالية للحكومة ،لكن الأجهزة الأمنية المتواجدة بكثافة فضت الاشتباك واعتقلت عددا من المتسببين فيه . وشارك في المسيرة مواطنون وحركة الأخوان المسلمين ممثلة بذراعها السياسية جبهة العمل الاسلامي والحراك الشبابي والشعبي في الأردن . وفي محافظة مادبا "جنوب عمان " انطلق مئات من أبناء لواء ذيبان بمظاهرة طالبوا فيها بإجراء تعديلات دستورية حقيقية والكشف عن الفساد والمفسدين ومحاسبتهم. وفي محافظة الكرك ( جنوبي البلاد ) طالب مئات المتظاهرين بوقف سياسات الفساد السياسي والاقتصادي والتطبيع مع إسرائيل ،ونددوا بسياسات تجويع الشعب الأردني مؤكدين حقهم بلقمة الخبز والحرية والكرامة. وطالبوا بإلغاء اتفاقية السلام الموقعة مع اسرائيل عام 1994، معتبرين أنها "فضيحة" بحق المواطن والشعب والدولة الأردنية فهي اتفاقية الخزي والعار". وهتف المشاركون: "يا حرية وينك وينك أمن الدولة بيني وبينك" "لا مكارم ولا هبات الأردني بده حريات ".مطالبين بالملكية الدستورية . ورفع مئات المتظاهرون في محافظة الطفيلة جنوبي الأردن أرغفة الخبز في مظاهرة انطلقت من أمام المسجد الكبير بالطفيلة بعد صلاة ظهر الجمعة ،مطالبين بتوفير حياة كريمة لمواطني المحافظة التي تحتل الترتيب الثالث في الفقر على مستوى الأردن وتغيب عنها المشاريع الاستثمارية . واتهم الحراك الشبابي والشعبي في محافظات الأردن "الحكومة وأجهزتها بالالتفاف على المطالب الشعبية واتباع خطوات "كيدية"، بانتظار وقف الحراك" واعتبر في بيان "جمعة الخبز والكرامة" الذي صدر قبيل انطلاق مظاهراتها، أن انتظار الحكومة لوقف الحراك "لا يدل إلا على تقديم المصالح الفردية الضيقة على مصلحة الوطن والمصلحة العامة وهو بذاته يفتح احتمال الانتقال إلى مرحلة جديدة من التصعيد لا نسعى إليها لكنها تبقى احتمالا مفتوحا في ظل عدم جدية النظام بالتعامل مع الحراك الإصلاحي".