وصفت مصادر في صناعة النفط العالمية توقعات «وكالة الطاقة الدولية» بالنسبة لزيادة الانتاج العراقي بنحو 1.28 مليون برميل يومياً حتى العام 2019، بالمتفائلة. وأشارت ل «الحياة» إلى أن الوكالة توقعت منذ فترة قريبة زيادة العراق إنتاجه بنحو مليوني برميل وعادت لتخفض الرقم، الذي لا يزال مبالغاً فيه. ورأت مصادر أخرى لديها أعمال في العراق أن الإنتاج العراقي لن يتجاوز أربعة ملايين برميل يومياً، المستوى الاقصى حالياً ولا يمكن تجاوزه، لأن العقود لا تسير وفق التوقعات وليست هناك مياه تُضخ في الحقول والظروف الأمنية ليست متوافرة والإدارة معطلة. وعن عمل «إكسون» في حقول كردستان ودخول شركة تركية للتنقيب هناك، أشارت المصادر إلى أن بئرين حفرتا حتى الآن وبالتالي فإن الأمر يحتاج لسنوات قبل تصدير النفط وبيعه، وهو ما ينطبق على شركات مثل «توتال» التي تنقب ايضاً في كردستان. ورأت المصادر ان القدرات الانتاجية الممكنة للنفط في العراق تراوح ما بين ستة ملايين برميل وسبعة ملايين يومياً لو كانت الظروف مؤاتية، لافتة إلى أن قدرات كردستان تصل إلى مليون برميل يومياً من النفط في افضل الحالات، ما يمثل نحو 17 في المئة من الانتاج العام. واللافت وفق المصادر أن 17 في المئة هو الرقم الذي حدد في تقاسم العائدات النفطية مع الحكومة المركزية والاقليم لكن الخلاف ما زال قائماً حول هذا التقاسم. وشددت على ان مناطق جنوبالعراق المهمة للانتاج لم تتأثر بما يجري من معارك وأن الجيش العراقي له وسائل لحماية حقول الجنوب، وأن تجاوز العراق مستوى انتاجه الحالي لا يرتبط بما يجري حالياً، بل بضخ المياه إلى الحقول وكان هناك مشروع مع «إكسون» لضخ المياه ألغي. إلى ذلك، أكد رئيس «شركة نفط الجنوب» ضياء جعفر، إن شركة «إكسون موبيل» نفذت عملية إجلاء كبيرة لموظفيها بينما أجلت «بي بي» 20 في المئة من عامليها. وأشار جعفر إلى أن شركات «إيني» و«شلومبرغر» و«وذرفورد» و«بيكر هيوز» ليست لديها خطط لإجلاء موظفيها من العراق بعد التقدم السريع الذي حققه المسلحون المتشددون. وقال جعفر في تصريح الى وكالة «رويترز» إن «سحب الموظفين وخفض أعدادهم لا يمثل رسالة مرضية للجانب العراقي وإن موظفي شركات النفط يجب أن يكونوا في مواقعهم في الحقول». وطمأن الشركات إلى أن التطورات الحالية لم ولن تؤثر في العمليات في الجنوب، مشيراً إلى أن مستوى الصادرات المستهدف هذا الشهر هو 2.7 مليون برميل يومياً. بدورها، سحبت «بتروتشاينا» بعض موظفيها من العراق لكن الانتاج لم يتأثر، وأشار مديرها المشارك، ماو زيفينغ، إلى إجلاء بعض الموظفين غير الأساسيين من دون أن يحدد عددهم أو ما إذا كانوا نقلوا من العراق بالكامل أو إلى مناطق أكثر أمناً داخل البلد. ولفت مسؤول ثانٍ إلى اجلاء عدد قليل من العمال في الحقول. من ناحية أخرى، شدد نائب وزير الموارد الطبيعية في اقليم كردستان، طه زنغنه، على زيادة واردات الاقليم من المنتجات النفطية بسبب توقف مصفاة بيجي مع سيطرة المتشددين على غالبيتها. وقال: «نتوقع ذلك وقمنا بكل الاستعدادات لتلبية الطلب المحلي (...) ليست المرة الأولى التي تغلق فيها المصفاة أو يقلصون امداداتنا». في سياق آخر، أعلنت الحكومة الليبية أن تهريب الوقود إلى مالطا يزداد، على رغم اصطفاف أصحاب السيارات أمام محطات البنزين في طرابلس والصعوبات التي تواجهها «المؤسسة الوطنية للنفط» لتوصيل الإمدادات إلى المحطات بسبب انعدام الأمن.وجاء في بيان أصدرته الحكومة بعد لقاء رئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني مع سفير مالطا «هذه الظاهرة باتت تشكل تهديداً للدولة الليبية وتؤثر في الأمن القومي». في الأسواق، قفزت أسعار العقود الآجلة للنفط الأميركي إذ ان التوترات في العراق ألقت بظلال من الشك على أهداف البلد حول صادرات النفط، وتراجع مخزون الخام في الولاياتالمتحدة أكثر من التوقعات الأسبوع الماضي. وارتفع سعر العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف لتسليم تموز (يوليو) 0.20 دولار إلى 106.56 دولار للبرميل بعد إغلاقه عند التسوية منخفضاً 54 سنتاً إلى 106.36 دولار. وانخفض سعر عقود «برنت» 20 سنتاً إلى 113.25 دولار للبرميل. ومن الهند، أعلن مصدران أن الحكومة الهندية تتوقع ارتفاع أسعار النفط حتى 120 دولاراً للبرميل لشهور عدة بسبب القتال الدائر في العراق، ما قد يسبب عجزاً لا يقل عن 200 بليون روبية (3.4 بليون دولار) في الموازنة.