أكد الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أمس، ان الاستراتيجية الأميركية الجديدة الخاصة ببلاده وباكستان أقرت الخطر الناتج من تحصن متشددي حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة» في باكستان المجاورة، والحاجة الى تعاون إقليمي لتحسين فاعلية المساعدة، «لذا جاءت أفضل مما كنا نطمح اليه». ورحّب بدعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما أول من أمس، ايران الى الاضطلاع بدور إقليمي، آملاً بأن تستغل طهران «ايجاباً» هذه الفرصة، فيما رأى ان محاورة الولاياتالمتحدة أعضاء من «طالبان» يتطلّب شطب المجتمع الدولي والأمم المتحدة أسماء أفغان عن لوائح الارهاب. وأيّد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أيضاً الاستراتيجية الأميركية، مشيراً الى أن مصلحة بلاده «تحتم تسخيرها كل امكاناتها للقضاء على مسلحي مناطق القبائل (شمال غربي)، من أجل حماية الأجيال المقبلة». وأوضح في خطاب له أمام البرلمان أنه سيطبّق سياسة من ثلاثة محاور في مناطق القبائل تتضمن الحوار والتطوير والمواجهة. لكن لجنة شؤون الدفاع في البرلمان أعلنت أن الاستراتيجية الأميركية تؤثر سلباً على البلاد، في ظل عدم تعهّد واشنطن وقف الغارات التي تشنها طائرات استطلاع على مناطق القبائل. وزاد إنقسام الرأي في باكستان حول استراتيجية أوباما إتهام المبعوث الأميركي الى المنطقة ريتشارد هولبروك عناصر في جهاز الاستخبارات الباكستاني بمساعدة «طالبان» وتنظيم «القاعدة» عبر تسريب معلومات لهم عن الغارات. وطالب بإرساء «تعاون وثيق لتجنّب خداع الاستخبارات الباكستانية لنظيرتها الأميركية في السنوات الماضية». ميدانياً، دمّر مقاتلو «طالبان باكستان» 12 شاحنة لنقل إمدادات الى قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان، في هجوم نفذوه بالصواريخ على محطة فرهد للنقل البري في بيشاور (شمال غربي)، في حين قتلت قوات باكستانية تدعمها مروحيات وسلاح المدفعية 26 متشدداً في منطقة سابري باقليم مهمند (راجع ص 8). وفي أفغانستان، أعلن الجيش الأميركي مقتل 12 متمرداً في غارة شنتها القوات الأفغانية والدولية في ولاية هلمند (جنوب)، موضحاً ان العملية استهدفت شبكة لصنع متفجرات. على صعيد آخر، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسي بورودافكين، في ختام أعمال مؤتمر منظمة «شنغهاي» للتعاون الخاص بأفغانستان الذي عقد في موسكو، أن بلاده لا تحبّذ حدوث «فراغ للسلطة» في أفغانستان يستغله متطرفون لزعزعة الوضع خلال فترة الانتخابات المقبلة المقررة في 20 آب المقبل، علماً أن المؤتمر أكدّ ضرورة مساعدة كابول مالياً وأمنياً لمواجهة التحديات الحالية.