كشف المدير العام لمجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام الدكتور محمد الزهراني، عن قرب الانتهاء من المبنى الجديد للمجمع، الذي يقع على طريق الرياض – أبو حدرية، لافتاً إلى وجود مبنى آخر، سيكون «مركزاً للمتابعة المستمرة للمدمنين، إضافة إلى التأهيل المهني والوظيفي، لمدة 36 شهراً، وهو موجه للمدمنين الذين وصلوا إلى مرحلة الإدمان الشديد». وأكد الزهراني، في تصريح ل «الحياة»، أنه «في حال طلب أي شخص المساعدة لإحضار مدمن، فلن نتردد في ذلك، إلا إننا نفضل أن يكون التدخل من قبل الجهات الرسمية»، مبيناً ان «عدد المدمنين الذين راجعوا المجمع خلال شهر رمضان وما قبله، منذ بدء العام الجاري، شهد تناقصاً، وهو أقل من المعدل في كل عام»، مبدياً تشجعيه لأي جهود تبذل لمكافحة المخدرات، «خصوصاً في مجال الدعم الذاتي، مثل زمالة المدمنين المجهولين، الذين لهم جهد واضح في المكافحة، وهم يقومون بجهودهم برغبة شخصية، وفي شكل متواصل، في أي زمان ومكان». وأكد حاجة المدمن إلى «دعم مستمر، ولكنه حذر من الأشخاص والتجمعات، ولا يحضرها. فالمخدر مثير قوي بالنسبة له، حتى بعد التخلص من السموم والآثار الانسحابية، ولكن الإشكالية فيما بعد ذلك، من المشكلات الاجتماعية التي يراها المدمن، ويحتاج إصلاحها إلى وقت طويل جداً». وأوضح ان «المجتمع السعودي وصل إلى درجة كبيرة من الوعي، ومنذ مدة طويلة، وقد سبقنا في هذا المجال عدداً من دول العالم العربي، إذ بات الكثيرون يدركون أن المدمن مريض، وليس مجرماً»، مستدركاً «لم نصل بعد إلى درجة التقبل الكامل. إلا إنها أفضل من ذي قبل». وعن الطرق العلاجية، قال الزهراني: «نعتمد طريقة الفريق المعالج المتعدد التخصصات، التي منها العلاج النفسي الجمعي والفردي. ويكاد يكون هذا التخصص من أكثر التخصصات مساعدة للمدمنين»، لافتاً إلى وجود «بروتوكول» معين، يستعمل في عملية تخليص الجسم من السموم، وهو «مُطبق على مستوى العالم. ولا يتم العلاج وفق اجتهادات شخصية، وإنما علاجية مكتوبة. إذ لا نستعمل فيه أي علاج دوائي. وتقوم فكرته على الفطام التام من تلقي أي مادة مبدلة للمزاج، أو أدوية تستخدم كصيانة للتعافي. إلا إننا لا نستخدمها ضمن العلاج في مجمع الأمل». وحول زيارة المدمنين، قال: «الزيارة تقتصر على الأقارب من الدرجة الأولى، أثناء إقامة المريض كنزيل داخلي، على أن يكونوا مُثبتين بالنسب. إلا انه يلاحظ أن الأصدقاء أكثر رغبة في الزيارة من أي شخص آخر. وإذا كان الشخص سبباً في إحضار المريض للعلاج، ولا يوجد منه خطر، يُسمح له بالزيارة في شكل استثنائي، وبطرق معينة»، مشيراً إلى إجراءات يتم العمل بها خلال الزيارة، تشمل «تفتيش المريض من جانب التمريض، والحرس والمراقب، لأن لدينا شريحة كبيرة من المتعاطين يشكلون الزبون الأول للتجار. ونحرص على عدم التواصل بينهم، لأن المرضى مستهدفون في عملية الشراء والتعاطي». العاطلون عن العمل أكثر مرتادي «المجمع»