رفض الدكتور صالح معيض الغامدي أن ينظر إلى مشاركته وزملائه المنتسبين إلى قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود، في العملية الانتخابية في نادي الرياض الأدبي بصفتها مشاركة تكتلية، أو تعبر عن تكتل ما. ودافع عن نفسه أمام ما تردد كثيراً في الصحافة الثقافية أنه انضم بعد التمديد الذي أقرته وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية في «أدبي الرياض»، والذي أثار موجة سجال قوية، واعتبره البعض تدخلاً من الوكالة في عمل النادي، تدخل كان الهدف منه، بحسب ما نشر حينها، فرض أسماء دون أخرى محسوبة على الوكالة، وهو ما يدحضه الغامدي في حديث ل «الحياة»، داعياً كل المثقفين والمثقفات «أن يتبنوا موقفاً إيجابياً من هذه التجربة الانتخابية الفتية في أنديتنا الأدبية، وأن يبتعدوا عن التركيز على الأخطاء الصغيرة وتضخيمها وإهمال جوانب النجاح الكثيرة فيها، فنجاح هذه التجربة ربما يكون له تأثير إيجابي في مجالات انتخابية أخرى». وقال: إن كل زميل بطريقة فردية، فمنهم من سجل قبل التمديد ومنهم من سجل بعد التمديد، وسينافس كل زميل وزميلة من الذين ترشحوا لمجلس الإدارة استناداً إلى مؤهلاته الثقافية والعلمية والإدارية المعروفة، وإسهاماته الفاعلة المشهودة في الحركة الثقافية داخل المملكة وخارجها». وأوضح أن ما دفعه إلى المشاركة في التجربة الانتخابية الجديدة، التي تجرى في الأندية الأدبية بالمملكة أسباب عدة: «لعل من أهمها عزوف كثير من المثقفين والمثقفات عن المشاركة فيها، على رغم مناداة كثير منهم خلال الأعوام السابقة بتطبيق العملية الانتخابية في اختيار مجالس الأندية الأدبية! فعدد من سجل في الجمعية العمومية للنادي الأدبي بالرياض على سبيل المثال، لا يتناسب بأي حال من الأحوال مع أعداد المثقفين والمثقفات الذين يقطنون مدينة الرياض، عاصمة المملكة. لقد حاول بعض الكتاب من أمثال الدكتورة لمياء باعشن والقاص خالد اليوسف وغيرهما تحديد أسباب هذا العزوف، بذكر عدد من الأسباب المتنوعة، يتعلق بعضها بقناعات المثقفين ومواقفهم السلبية أو الإيجابية من العملية الانتخابية، ويتعلق بعضها الآخر ببعض جوانب القصور المتصلة بالعملية الانتخابية التي تشرف عليها وكالة الوزارة للشؤون الثقافية»، مشيراً إلى أنه على رغم كل هذه الأسباب، «التي ذكرت ووجاهة بعضها، فإنها من وجهة نظري لا تبرر مقاطعة الانتخابات أو الانسحاب منها، فهذه التجربة لا تزال في بدايتها ويتوقع حدوث بعض الأخطاء والهنات وجوانب القصور فيها». ولن يتمكن المثقفون والمثقفات ووكالة الوزارة من تجويد هذه التجربة وإنجاحها من خلال نقدها من الخارج فحسب، مهما كانت وجاهة هذا النقد، بل من خلال انخراط المثقفين فيها والمشاركة الفاعلة في الجمعيات العمومية للأندية الأدبية والترشح لمجالس الإدارة لتحقيق النجاح الذي نصبو إليه جميعاً». وقال الغامدي إنه بهذه الطريقة «يكون أثر الآراء والانتقادات والمقترحات كبيراً، وتكون فرص تفعيلها على مستوى الواقع العملي أمكن وأجدى من مجرد التنظير بها. وهذا هو فحوى تصريح وزير الثقافة والإعلام الأخير الذي دعا فيه المثقفين والمثقفات إلى التعاطي الإيجابي والبناء مع هذه التجربة، ووعد بمتابعة الوزارة الدقيقة لها في كل مراحلها». وحول أسباب تأخر انضمامه، لفت إلى أن ما دعاه إلى الانخراط في هذه التجربة الانتخابية «هو رئاستي قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود، فقسمنا يلعب دوراً رئيسياً في الحركة الثقافية المحلية والعربية، وتربطه بالأندية الأدبية في المملكة روابط قوية على مستويات عدة، خصوصاً النادي الأدبي بالرياض، فلقد شهد هذا النادي انخراط بعض منسوبيه في مجلس إداراته في فترات متنوعة، وكان منسوبو القسم على الدوام قريبين من أنشطته وفعالياته ومساهمين فيها، خصوصاً في السنوات الأخيرة التي حرص فيها رئيس النادي الدكتور عبدالله الوشمي على توثيق هذه الروابط وتعزيزها. فلقد أقام القسم بالتعاون مع النادي عدداً من الفعاليات الثقافية والدورات المشتركة وينوي الاستمرار في تقديمها وتنويعها». وعاد ليؤكد أنه لم يمدد التسجيل في نادي الرياض الأدبي لبعض منسوبي قسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود، «كما أوحى به بعض ما نشر في بعض الصحف، بل كان التمديد لعدد من المثقفين من داخل القسم ومن خارجه رغبوا في التسجيل في الجمعية العمومية، وفي الترشح لمجلس الإدارة لأنهم لم يتمكنوا من التسجيل في الفترة التي حددها النادي لأسباب وظروف متعددة، منها وقوع اللبس في الموعد النهائي للتسجيل، ومنها ما يتعلق بتوقيت التسجيل وكونه في الإجازة السنوية، ومنها - وهذا مهم - عدم اقتناع بعض المثقفين بالعدد القليل المسجل في الجمعية العمومية ورغبته في إلحاق اسمه بالقائمة لإنجاح هذه التجربة. وربما كانت هذه الأسباب هي التي دفعت بعض الأندية الأدبية الأخرى إلى الأخذ بمبدأ التمديد أيضاً».