أكد وزير المواصلات الاسرائيلي اسرائيل كاتس امس ان تل ابيب لن تقدم اي اعتذارات لتركيا عن هجومها على السفينة التركية «مافي مرمرة» التي حاولت كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، مضيفاً للاذاعة العامة «ان اسرائيل تدافع عن مصالحها ولن تعتذر حكومتها»، وانها «ستواصل حصارها البحري على قطاع غزة لمنع نقل الاسلحة لارهابيي حماس». في السياق نفسه، قالت زعيمة المعارضة رئيسة حزب «كديما» تسيبي ليفني في حديث للاذاعة ان «تدهور العلاقات بين تركيا واسرائيل مستمر منذ عامين ونصف العام، ويجب على مسؤولي البلدين ان يجروا محادثات»، مضيفة ان «تركيا تشعر بأن اسرائيل معزولة وضعيفة وان علاقاتها متأزمة مع الولاياتالمتحدة ... فتركيا لم تكن ستتصرف على هذا النحو لو ان عملية السلام مع الفلسطينيين لم تتعطل». من جانبه، برّأ النائب الأول لرئيس الحكومة الإسرائيلية موشي يعالون أمس ساحة إسرائيل من مسؤوليتها عن الأزمة في العلاقات مع تركيا بقوله إن ما حصل هو ترجمة لتغييرات في السياسة التركية بدأت منذ نحو عقد من الزمن، ولا علاقة لها بالصراع الفلسطيني - الاسرائيلي. وأضاف في محاضرة ألقاها في مؤتمر اقتصادي في تل أبيب أن التغيير في السياسة التركية بدأ «حين قررت تركيا التوجه إلى الشرق أكثر من توجهها للغرب بهدف أن تصبح جمهورية إسلامية ... تركيا في عهد الحكومة الحالية تحوّلت من جمهورية علمانية إلى جمهورية إسلامية، والأزمة الأخيرة لم تحصل بسببنا». وتابع ان التردي في العلاقات بدأ منذ سنوات حين كان هو رئيساً لهيئة أركان الجيش «ولمسنا أن العلاقات الاستراتيجية بيننا أخذت تتضرر بعد أن قررت تركيا التقرب من سورية عام 2004، وعملياً أخذت تغير ميْلها داخلياً وخارجياً، وشرعت في سياسة مناكفة تجاهنا أدت إلى تآكل الاتفاقات العسكرية». وأضاف أن إسرائيل اتبعت الحذر في علاقاتها العسكرية مع أنقرة «إذ رأينا أنه لا يمكن بناء علاقات حميمة ومشاركة دولة كهذه تصادق حزب الله وحماس وايران في معلومات استخبارية». وكرر أن قافلة السفن التضامنية مع قطاع غزة قبل أكثر من عام «كانت استفزازاً تركياً»، وأن هذا ما أكده «تقرير بلمر» الذي أضاف أنه كان ممكناً أن تمنع الحكومة التركية هذا الاستفزاز. وزاد أن إسرائيل حاولت تسوية الأزمة خلال سنة كاملة «لكننا لمسنا تعنتاً تركياً، من دون إبداء اي مرونة، وذلك بغرض إخضاع دولة إسرائيل». وزاد: «يخطئ من يعتقد انه يمكن بكلمة معينة (يقصد الاعتذار) تسوية الخلاف الناجم أساساً عن استراتيجية تركية». على رغم ذلك، أعرب يعالون عن أمله في تحسين العلاقات «لأن للجانبين مصالح مشتركة في استقرار المنطقة»، مضيفاً أن «لا خلاف بين إسرائيل والشعب التركي». في غضون ذلك، عاد إلى تل أبيب الملحق العسكري في السفارة الإسرائيلية في أنقرة موشي ليفي، لكن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية نفت أن يكون تم طرد الملحق على خلفية الأزمة في العلاقات بين البلدين «بل عاد إلى تل أبيب لغرض التشاور إلى حين تبدد التوتر». وقال مصدر في المؤسسة الأمنية إن إعادة الملحق جاءت لتفادي وضع تعلن فيه أنقرة طرده. إلى ذلك، أعربت أوساط في جهاز الأمن العام (شاباك) عن مخاوفها من أن تقوم السلطات التركية باعتقال أفراد من الجهاز في حال مرافقتهم فريق «مكابي» تل أبيب بكرة القدم في مباراته ضمن الدوري الأوروبي في بشيكتاش التركية الخميس المقبل. وقالت إن الفريق الإسرائيلي بحاجة إلى حماية أمنية على خلفية التوتر في العلاقات بين البلدين، لكن أفراد الجهاز «يخشون استفزازاً تركياً يتمثل في اعتقالهم بحجة حملهم السلاح».