توقعت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى أن تُقدم تركيا على خطوات في اتجاه خفض مستوى علاقاتها مع إسرائيل في أعقاب إعلان الأخيرة رفضها تقديم اعتذار لتركيا على الاعتداء الدموي الذي نفذته البحرية الإسرائيلية على سفن «قافلة الحرية» قبل 15 شهراً وأودى بحياة تسعة أتراك، في وقت اتهم وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بأنه «يريد المس بشرعية اسرائيل». وأكد ليبرمان للاذاعة العامة ان «رئيس الوزراء التركي يريد المس بشرعية دولة اسرائيل عبر المطالبة باعتذارات تشكل اعترافاً بالذنب وتشكك في حقنا في الدفاع عن النفس في مواجهة هجمات قادمة من غزة». واضاف ان «تركيا غيّرت استراتيجيتها حيال سرائيل بغض النظر عما نفعله. للمحافظة على علاقات استراتيجية يحتاج الامر الى شخصين». وعزت المصادر السياسية الاسرائيلية موقف تل ابيب من تركيا إلى اطمئنان إسرائيل إلى أن التقرير المتوقع أن تنشره اللجنة الخاصة التي عيّنها الأمين العام للأمم المتحدة لتقصي وقائع العدوان الإسرائيلي (لجنة بلمار)، سيؤكد أن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة شرعي، وان عملية السيطرة على السفينة التركية «مرمرة» كانت قانونية. مع ذلك، يشدد التقرير على لجوء إسرائيل إلى «استخدام مبالغ فيه» للقوة، لكنه لا يحمّلها المسؤولية عن مقتل الأتراك ويدعوها فقط إلى الإعراب عن أسفها لسقوط قتلى. ومن الدوافع الأخرى لموقف رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو خشيته من زعزعة ائتلافه الحكومي حيال رفض الرجل الثاني في الحكومة وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعالون وليبرمان تقديم أي اعتذار. وأفادت صحيفة «هآرتس» أن استطلاعاً للرأي أجراه مكتب نتانياهو في شأن موقف الإسرائيليين من هذه المسألة بيّن أن غالبيتهم ضد تقديم الاعتذار. وتتوقع أوساط في وزارة الخارجية أن تقوم تركيا بحملة سياسية ضد إسرائيل في الأممالمتحدة، وان تتوجه إلى المحاكم الدولية لمقاضاة الجنود الذين نفذوا الاعتداء الدموي على السفينة. كما توقعت أن تخفض تركيا مستوى علاقاتها مع إسرائيل وألا تعين نائباً جديداً للسفير التركي في تل أبيب الذي ينهي مهماته قريباً، علماً أن السفير التركي غادر تل أبيب قبل أكثر من عام. ولم تستبعد أن ترفض أنقرة استقبال سفير جديد لإسرائيل يخلف السفير الحالي الذي ينهي ولايته قريباً. كما تتوقع هذه الأوساط أن يقوم أردوغان بزيارة «استفزازية» لقطاع غزة يعلن خلالها دعمه لحركة «حماس»، هذا فضلاً عن تقديم تركيا الدعم للسلطة الفلسطينية في مسعاها الى نيل اعتراف ألأمم المتحدة بفلسطين دولة مستقلة. وكان يعالون توقع أن تُبقي تركيا علاقاتها الديبلوماسية بإسرائيل، لكن من دون أن تحتفظ بسفير دائم لها في تل أبيب.