أعلنت وزارة الصحة المصرية ارتفاع عدد المصابين في اشتباكات جمهور الأهلي وعدد من عناصر الأمن إلى أكثر من 100 شخص، واشتعلت شرارة الأزمة في الدقائق الأخيرة من لقاء الأهلي وكيما أسوان بإستاد القاهرة في دور ال 32 من كأس مصر لكرة القدم، إذ هاجم رجال الأمن جمهور الأهلي واعتدى عليهم بالهراوات بداعي سب الجمهور للرئيس المصري السابق حسني مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي. ويحاكم مبارك والعادلي حالياً بتهم عدة، من بينها قتل الثوار في ميادين مصر المختلفة إبان الثورة المصرية التي اندلعت في 25 كانون الثاني (يناير) الماضي. وتضاربت الروايات بشأن السبب الرئيسي للأحداث، إذ تقول رواية أخرى إن جمهور الأهلي استفز رجال الأمن برفع الأحذية في وجوههم. من جانبها، قالت وزارة الداخلية المصرية في بيان رسمي لها إن استفزازات بعض جماهير الأهلي المتكررة والتعدي على أفراد الشرطة خلال المباراة كانت السبب في وقوع الاشتباكات. وأضافت: «عقب إخلاء المدرجات توجهت مجموعة من جماهير الأهلي إلى شارع صلاح سالم وقطعوا طريق السيارات واعتدوا على قوات الشرطة». ونقل عدد من جمهور الأهلي إلى المستشفيات القريبة من الملعب، فيما أصيب آخرون من الأمن المركزي أثناء تبادل الرشق بالحجارة بين الطرفين في الملعب، ثم انتقلت الاشتباكات إلى طريق صلاح سالم خارج حدود الاستاد بعدما أعاد أعضاء رابطة «الألتراس» تنظيم أنفسهم، فيما أحاطت قوات الأمن المركزي الجمهور من الجانبين. وقالت التقارير الأولية من الواردة من موقع الاشتباكات إن الجمهور قطع طريق صلاح سالم، فيما أكد شهود عيان فيما بعد أن إيقاف مرور السيارات كان محاولة لتفادي أية إصابات بسبب التدافع الكبير من الجمهور وليس بدافع الشغب أو السيطرة على الطريق. وكانت تعزيزات كبيرة من الأمن المركزي والشرطة العسكرية اتجهت إلى محيط الاستاد لغلق الطريق مع السيطرة على المخارج حتى كوبري أكتوبر وكوبري القبة، وألقت القبض على عدد كبير من الجمهور. وتصاعدت بعض الأدخنة والنيران وقال ضباط إنها بسبب إشعال اللهب في سيارات للأمن المركزي، فيما شدد عدد من أعضاء «ألتراس أهلاوي» في رسائل قصيرة عبر «تويتر» على أن إشعال النيران كان الهدف منه وقف تقدم تشكيلات الأمن المركزي باتجاههم. وبحسب صحيفة «الوفد» المصرية فإن وزارة الداخلية أبلغت الاتحاد المصري لكرة القدم بتخليها عن تأمين مباريات كأس مصر المقبلة في أعقاب أحداث العنف في لقاء الأهلي مع كيما أسوان. ونشرت الصحيفة عبر موقعها الرسمي نبأ يفيد إجراء اتصال بين وزير الداخلية منصور العيسوي ورئيس الاتحاد المصري سمير زاهر أبلغه فيه الأول بالقرار. وتستأنف مباريات كأس مصر في 20 و21 الجاري. وكان الأهلي اكتفى برباعية في شباك كيما أسوان وتأهل لملاقاة إنبي في دور ال16 من كأس مصر وأهدر لاعب وسط الأهلي الجزائري أمير سعيود ركلة جزاء بطريقة غريبة، إذ تصدى إلى الركلة التي احتسبت لفريقه (84) وحاول تسديدها بطريقة فنية ولكنه تعثر وسقط على الأرض في مشهد كوميدي، وأخرج حكم اللقاء بطاقة صفراء للاعب بحجة استعراضه والاستهزاء بالخصم وسط تعجب المتابعين. وكانت المباراة مؤجلة من يناير الماضي نتيجة لارتباطات الأهلي المحلية آنذاك، إضافة إلى الثورة المصرية التي أدت إلى تأجيل مسابقة الكأس المحلية. يذكر أن هذه الأوضاع الأمنية السيئة التي عادت للمدرجات المصرية قد تهدد تنظيم مصر للدورة الأفريقية المؤهلة لأولمبياد لندن 2012 والتي ستقام نهاية العام الحالي.