سيول - يو بي أي - دعا زعيم حزب «الوطن الكبير» الحاكم في كوريا الجنوبية هونغ جون بيو امس، إلى المرونة في السياسة تجاه كوريا الشمالية، بعد إشارتها التي عكست رغبة سيول في تحسين علاقاتها المتأزمة مع بيونغيانغ. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) عن هونغ قوله في خطاب ألقاه في الجامعة الوطنية: «حان الوقت كي تصبح سياستنا أكثر مرونة في التعامل مع الشمال»، من دون إعطاء أي تفاصيل إضافية. وركّز هونغ على رزمة من الاقتراحات لمساعدة كوريا الشمالية على زيادة الإنتاج الزراعي، والتي ظلت تعتمد على الدعم الخارجي منذ أواخر التسعينات من القرن الماضي في تغذية سكانها البالغ عددهم 24 مليون نسمة. وشدّد هونغ على ضرورة استمرار تقديم الدعم إلى الشمال بغية مساعدتها في زيادة الإنتاج الزراعي في الدولة في ظل معاناتها المستمرة من نقص المواد الغذائية وبصورة مزمنة. كما أكد نيته زيارة مجمّع صناعي مشترك بين الكوريتين في مدينة كيسونغ الصناعية في الجانب الشمالي من الحدود المشتركة، والتي من الممكن أن تكون زيارة رمزية لدعم المشروع المشترك بين الكوريتين. يذكر أن على رغم التوتر السياسي الطويل بين الشطرين، استمرت الكوريتان في النشاط في المجمّع الصناعي الذي يُعتبر نجاحاً رمزياً للقاء القمة التاريخي بين الكوريتين في بيونغيانغ عام 2000. وأتت تعليقات هونغ بعد أسبوع واحد من تعهّد وزير الوحدة الكوري الجنوبي يو وو إك، إيجاد طرق جديدة مرنة للتعامل مع كوريا الشمالية. وشهدت العلاقات بين الكوريتين توتراً مستمراً منذ وصول الرئيس لي ميونغ باك إلى الحكم عام 2008 وتعهّده بربط الدعم إلى كوريا الشمالية الفقيرة بالتقدم في مساعي إنهائها برامجها النووية. وفي إشارة الى تخفيف التوتر، تعد منظمة الصليب الأحمر في كوريا الجنوبية لإرسال مواد غذائية للأطفال الرضّع في كوريا الشمالية، الأسبوع المقبل، عبر الحدود التي تنتشر فيها الأسلحة، كأول معونات طارئة لدعم منكوبي الفيضانات في كوريا الشمالية. وكانت سيول اقترحت في آب (أغسطس) الماضي إرسال معونات إغاثية من ضمنها مواد غذائية للأطفال إلى الشمال. على صعيد آخر، اعتبر وزير الخارجية الكوري الجنوبي كيم سونغ هوان ان على رغم ازدياد النفوذ الدولي للصين، فإن أهمية تحالف كوريا الجنوبية مع الولاياتالمتحدة يزداد أكثر فأكثر. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» عن كيم إشارته خلال منتدى في سيول إلى أهمية التحالف الكوري الجنوبي - الأميركي، قائلاً: «بالطبع سيكون تحالفنا مع الولاياتالمتحدة حجر الزاوية في ديبلوماسيتنا في المستقبل على رغم ان الصين تظهر كقوة دولية». وأضاف كيم ان «علاقاتنا مع الولاياتالمتحدة حالياً هي أقوى من أي وقت مضى، إلاّ أن كوريا الجنوبية تحتاج إلى قيادة المسار الديبلوماسي في شكل منسجم مع الصين لأن بكين ستلعب دوراً رئيساً في نهاية المطاف لتوحيد شبه الجزيرة الكورية». يذكر أن الصين هي أكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية مع وصول حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 188.4 مليار دولار في العام الماضي، كما تعتبر بكين أكبر وجهة للاستثمار بالنسبة الى سيول. وتفوقت الصين في العام الماضي على اليابان كثاني أكبر اقتصاد في العالم، وتقوم الآن ببناء حاملة طائرات وبتطوير طائرة «ستيلث» القتالية. وقال كيم ان علاقات ودية بين الولاياتالمتحدة والصين ستؤثر إيجاباً في الوضع الجيوسياسي في شبه الجزيرة الكورية. وأشار إلى انه «إذا نظرنا إلى الماضي، فإن الوضع في شبه الجزيرة الكورية كان جيداً عندما كانت العلاقات بين الولاياتالمتحدة والصين ودية»، وانعكس سلباً عند تردي الوضع بينهما. وقال كيم إنه بناء على التحالف مع الولاياتالمتحدة، «أظن أن العلاقات المنسجمة مع الصين ستساعد في نهاية المطاف في تحقيق الوحدة».