أقرّت مصادر رفيعة في وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس، في حديث مع صحيفة «هآرتس» العبرية، بأن مواطنين أتراكاً قدّموا في العام الأخير عشرات الشكاوى ضد أجهزة الأمن والتفتيش في مطار بن غوريون، بداعي تعرضهم إلى الإهانة والتفتيش المذلّ. وأضافت أن كل تركي يصل إلى المطار «يخضع لإجراء ثابت من التفتيش الشامل والمهين على حقائبه وجسده تشمل خلعه كل ثيابه». وجاء اعتراف المصادر في أعقاب تذمر 40 إسرائيلياً من تعرضهم ل «تفتيش مهين» في مطار اسطنبول أمس شمل أيضاً أوامر للبعض بخلع الملابس الخارجية، والتحقيق مع كل منهم لأكثر من ساعة. ورأت مصادر إسرائيلية أن هذا الإجراء جاء رداً على إجراء مماثل خضع له مسافرون أتراك في وقت مبكر من صباح أمس في مطار «بن غوريون» لدى مغادرتهم عائدين إلى بلدهم. واعترف مصدر في وزارة الخارجية الإسرائيلية في حديثه مع الصحيفة الإسرائيلية أن المواطنين الأتراك الذين يصلون مطار بن غوريون يتم عزلهم عن سائر المسافرين أو القادمين والتحقيق المطول معهم والتفتيش الدقيق لحقائبهم. وتابع أن الأتراك يتفهمون «الضرورات الأمنية» لهذا الإجراء «لكن أمرهم بخلع ثيابهم يكسر روحهم فيشعرون بالمهانة». وأضاف أن سياحاً أتراكاً كثيرين، بينهم رجال أعمال اشتكوا في الماضي من «مراسم الإذلال التي أصبحت أمراً روتينياً في مطار بن غوريون». وأشار المصدر إلى أن إجراءات التفتيش والتحقيق الأمني في المطار الإسرائيلي الدولي مع الأجانب تتسبب بإشكالات ديبلوماسية مع دول مختلفة، خصوصاً عندما يتعرض ضيوف على وزارة الخارجية لمثل هذه الإهانات من أفراد الأمن في المطار. وأضاف أن التفتيش يجرى غالباً مع المغادرين أيضاً. وتابع أن عدم حل هذه المسألة، على رغم تدخل وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، هو ما حدا بالأتراك إلى التعامل مع الإسرائيليين «مثلما نتعامل نحن معهم بالضبط، وعليه لا مجال للتذمر». وبرر مصدر آخر في الوزارة إجراءات التفتيش ب «التهديدات الأمنية» مضيفاً أن تحسناً طرأ في الفترة الأخيرة على تعامل أمن المطار مع الأجانب. وقالت إحدى الإسرائيليات، التي تعرضت للتفتيش في مطار اسطنبول أمس، إن «أمن المطار أخضعَنا لتفتيش مهين... عزلَنا عن سائر الوافدين وحقق مع عدد منا، لكن أفراد الأمن تعاملوا معنا كأننا ذباب على الحائط، لن أعود إلى هناك، سأذهب إلى حيث يريدوننا». وقال رجل أعمال إسرائيلي إن تعامل الأتراك معه ومع سائر الإسرائيليين «أوضح لنا أنه غير مرغوب بنا في تركيا، كان الهدف إذلالنا وأعتقد أن ذلك تم بأوامر عليا». وادعت سيدة أخرى في حديث للإذاعة العسكرية أنها أمِرت بخلع ملابسها الخارجية «وحتى الصدرية، ومن قامت بذلك لم تكن سيدة لطيفة، ما حصل لي يذكّرني بالقصص التي رواها أجدادنا عن النازيين». وقال الملحق التجاري لوزارة الصناعة والتجارة الإسرائيلية الذي كان بين المسافرين الإسرائيليين إنه لم يلمس أية «عدوانية أو سلوك غير لطيف» من جانب أفراد أمن المطار وأنه تم تأخيره لوقت بسيط، كذلك تم تأخير باقي المسافرين «لكن ليس لوقت غير عادي». ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن مصادر أن الخارجية أجرت اتصالات مع نظيرتها في أنقرة التي أبلغتها أن ما حصل في المطار كان حدثاً موضعياً على مسؤولية أحد موظفي المطار ولا علاقة له بالسياسة الجديدة للحكومة التركية. وربطت هذه المصادر بين ما حصل في مطار اسطنبول بما حصل للأتراك في مطار «بن غوريون» واعتبرته «رد فعل غاضباً للأتراك».