حدد الرئيس محمود عباس ملامح الدولة الفلسطينية، التي يطالب الفلسطينيونالأممالمتحدة الاعتراف بها على الاراضي المحتلة للعام 1967 وعاصمتها القدس. وقال، في كلمة له أمام المجلس الثوري لحركة «فتح» ليلة الأحد - الإثنين، إن هذه الدولة ستكون ديموقراطية تحترم كرامة الإنسان الفلسطيني وحقوقه المشروعة بما في ذلك السيادة على أرضه وحق العودة طبقاً للقرار الأممي 194. وأضاف: «ستكون دولة قائمة على أسس احترام وتطبيق مبادئ الديموقراطية والفصل بين السلطات، تحترم التعددية السياسية وحرية تشكيل الأحزاب والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات العامة الدورية البرلمانية والرئاسية. دولة تحترم حرية الاعتقاد والعبادة وحرية الأديان». مؤكداً «ستكون قائمة على سيادة القانون والعدل والمساواة وتحارب وتنبذ الفساد بكل إشكاله، وتستند إلى مبادئ المحاسبة والنزاهة والشفافية في إدارة الوطن والأموال العامة وطريقة إنفاقها». وأضاف: «دولة تحقق الأمن والأمان لمواطنيها وتنبذ العنف والإرهاب وتحارب التمييز بكافة أشكاله. دولة تضع التعليم والصحة والتنمية الاقتصادية والرعاية الاجتماعية على رأس أولوياتها وتكرس مواردها من أجل تطوير الاقتصاد الفلسطيني المستقل والمزدهر. دولة تصبح إحدى أعمدة الاستقرار والازدهار والتعاون في كافة الميادين في المنطقة». وقال إنها «ستحترم اتفاقاتها وتساهم في بناء صرح للسلام والأمن الدوليين وتشكل نموذجاً للتسامح. وتحترم الشرعية الدولية وتنال كل ما هو حق للدول المستقلة في القانون الدولي. دولة تحفظ لأجيالها المقبلة أسس الحياة الإنسانية المشرفة وسترعى أسر شهدائها وجرحاها ومن ضحوا لهذا الهدف». وقال عباس انه قرر الذهاب إلى الأممالمتحدة من أجل نيل عضوية فلسطين الكاملة في الهيئة الدولية، ومن ثم العودة إلى المفاوضات على أسس واضحة ومحددة. وأكد عباس أن الجانب الفلسطيني مستعد لسماع أية اقتراحات تعيد الجانبين إلى طاولة المفاوضات، على أساس وقف الاستيطان والقبول بمبدأ حل الدولتين على حدود عام 1967 والسقف الزمني المقبول. وأضاف: «اياً كانت النتيجة التي سنحصل عليها في الأممالمتحدة فإننا سنعود إلى المفاوضات لحل كافة قضايا الوضع النهائي والأسرى والمعتقلين». وقال عباس إن الطلب الفلسطيني إلى الأممالمتحدة يتضمن نقل الصفة للأراضي الفلسطينية من أراض متنازع عليها إلى دولة تحت الاحتلال. وقال عباس إن حوالى 126 دولة تدعم فلسطين، وأن هناك 7 دول أوروبية رفعت التمثيل الديبلوماسي الفلسطيني إلى مستوى بعثة. وأطلقت مجموعة من الناشطين الفلسطينيين الإثنين حملتها «فلسطين تستحق مقعداً»، من خلال الاعلان عن مقعد خشبي يحاكي المقعد الرسمي المخصص للدول الاعضاء في الاممالمتحدة. ووفق اصحاب هذه الفكرة، فإن هذا المقعد سيطوف دولاً عدة، أولها لبنان، وصولاً الى مقر الاممالمتحدة في نيويورك. وأعلنت هذه المجموعة إطلاق حملتها من أمام ضريح الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات «تعبيراً عن سنوات النضال التي قضاها الرئيس عرفات لتحقيق أمنيته بإقامة الدولة الفلسطينية»، كما اعلن امس أحد القائمين على الفكرة، أيمن صبيح. والمقعد، الذي أعده اصحاب المبادرة يشبه تماماً المقعد المخصص للدول الاعضاء في الأممالمتحدة، من حيث لونه الأزرق والابيض، وكتب عليه بالإنكليزية «فلسطين تستحق». وأنشأت المجموعة التي تقف وراء الفكرة، عنواناً لها على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، وقالت في بيان: «إيماناً منا بحق الفلسطينيين في العيش بحرية وسلام في دولة مستقلة، قررنا في مجموعة فلسطين ان نرسل مقعد دولتنا فلسطين بأنفسنا الى الاممالمتحدة، مقعداً ازرق اللون بزرقة مقاعد الاممالمتحدة، وحجمه يماثل حجم الدول الأخرى». ويفيد القائمون على الفكرة، التي يصفونها بأنها «فكرة شعبية سلمية»، بأن المقعد سيطوف لبنان، حيث التجمع الاكبر للاجئين الفلسطينيين، ومن ثم قطر، بصفتها تترأس لجنة المتابعة العربية، ثم باريس ولندن وبروكسل، وأخيراً مدريد وصولاً الى الاممالمتحدة. وبدأت مؤسسات فلسطينية عدة، ومنها منظمة التحرير الفلسطينية، التحضيرَ لنشاطات داعمة لتوجه القيادة الفلسطينية الى الاممالمتحدة الشهرَ الجاري، للمطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، والعضوية في الاممالمتحدة. ومن المتوقع ان ترتفع وتيرة هذه النشاطات الخميسَ المقبل، وفق ما قال اكثر من مسؤول فلسطيني.