انتقدت إسرائيل بقوة الأرجنتين والبرازيل والأوروغواي لإعلانها الاعتراف بدولة فلسطينية على أساس حدود ما قبل حرب 1967، واعتبرت ذلك «تدخلاً مضراً للغاية» من جانب دول لم تكن طرفاً في عملية السلام بالشرق الأوسط، فيما أعلنت فرنسا أن مبدأ الاعتراف بالدولة الفلسطينية قائم عبر إعلان برلين الصادر عام 1999. وصرح الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية يغال بالمور بأن هذه الدول «لم تقدم أي إسهام في العملية، وتأتي الآن لتتخذ قراراً يتناقض تماماً مع كل ما اتفق عليه حتى الآن» واصفاً ذلك بأنه «عبث». وقال بالمور إن إسرائيل تشعر بخيبة أمل من مواقف هذه الدول المعنية، وانها تحذر «أي دولة تسلك نفس السبيل» من أنها تخاطر بإثارة مزيد من التشويش في شأن إمكانات السلام. وكانت الأرجنتين أعلنت الاثنين انها تعترف «بفلسطين دولة حرة مستقلة»، وقالت انها حذت حذو الأوروغواي والبرازيل اللتين اعترفتا الشهر الماضي «بدولة فلسطين على أساس حدود ما قبل 1967». وتعارض إسرائيل المطالب الفلسطينية باستعادة جميع أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية التي احتلت في حرب 1967. وقال داني أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي إن «مثل هذا الإعلان اليوم لن يؤدي إلا الى الإضرار بعملية السلام لأنه يشجع الفلسطينيين على مواصلة التشبث بموقفهم أملاً بأن تهبط من السماء أو من المجتمع الدولي معجزة تفرض نوعاً من الاتفاق على إسرائيل». وأضاف لراديو الجيش الإسرائيلي: «المهم هو أن الأميركيين أيضاً لا يقبلون هذا». وتجاهلت معظم دول العالم إعلان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قيام دولة فلسطينية في 1988. لكن مع تعثر عملية السلام قال الرئيس محمود عباس إن الخيارات الأخرى قد تشمل السعي لاعتراف من الأممالمتحدة مستبعداً في الوقت نفسه أن يحظى الأمر بدعم أميركي. وقال صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في السلطة الفلسطينية إن أي جانب يؤيد حل الدولتين ينبغي أن يعترف بدولة فلسطينية على أساس حدود 1967، مضيفاً أن هذا هو السبيل الوحيد لمواجهة سياسات الحكومة الإسرائيلية من استيلاء على الأراضي وأنشطة استيطانية. وتعارض حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي فازت في انتخابات أجريت عام 2006 وسيطرت على قطاع غزة بعد ذلك بعام، التفويض الممنوح لعباس بالتفاوض على الحدود وقضايا أساسية أخرى. وقال بالمور: «هناك كيان فلسطيني في الضفة الغربية تحكمه السلطة الفلسطينية وكيان فلسطيني آخر في غزة تحكمه حماس، وكل منهما لا يعترف حتى بالآخر». وأضاف إن «أي دولة فلسطينية تلك التي يعترف بها البرازيليون والأرجنتينيون؟ هذا غير واضح حتى بالنسبة الى الفلسطينيين أنفسهم». وكان وزير الخارجية الأرجنتيني هكتور تيمرمان صرح مساء الاثنين بأن «الحكومة الأرجنتينية تشارك البرازيل والأوروغواي، شريكيها في مجموعة ميركسور، الاعتقاد بأنه حان الوقت للاعتراف بفلسطين دولة مستقلة وحرة». وأضاف إن الاعتراف يتماشى مع جهود الأرجنتين للدفاع عن «حق الشعب الفلسطيني في بناء دولة مستقلة وأيضاً حق إسرائيل في العيش في سلام مع جيرانها داخل حدود آمنة ومعترف بها دولياً». وأضاف تيمرمان بأن رئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديز أبلغت الرئيس الفلسطيني بالقرار في رسالة. في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فالبرو أن «مبدأ الاعتراف بالدولة الفلسطينية قائم عبر إعلان برلين الأوروبي الصادر عام 1999، وانه من هذا المنظور ينبغي اليوم العمل على استئناف سريع للمفاوضات تشمل كل عناصر الوضع النهائي وتحدد معالم الدولة وتسمح بإنشائها». وتابع: «نريد دولة قابلة للحياة ضمن حدود 1967 مع تبادل للأراضي»، ولكنه أضاف: «حتى الآن لا نريد استباق المفاوضات بين الأطراف، ونؤيد الدولة»، رافضاً التعليق على قرار دول في أميركا اللاتينية اعترافها بالدولة الفلسطينية.