قضت «إمبراطورة الغجر» الرومانية، لوتشيكا تودور، عيد الفطر في ضيافة مدينة القيروان، بالتعاون مع جمعية الصحافيين في المدينة. وقامت ضيفة القيروان بزيارات ميدانية إلى الحيّ الشعبي «المنشيّة» وقدّمت مساعدات لأربع عائلات فقيرة منها أفراد ذوو حاجات خاصة. ولوتشيكا تحولت من مغنية غجرية معروفة عالمياً، وسيدة أعمال، إلى امرأة خير وبرّ، لا سيما بعد نجاتها من حادث خطير ما زالت صحتها تعاني من آثاره، لكنها بقيت على قيد الحياة، فعاهدت نفسها بأن تموت فقيرة وتهب مالها للمحتاجين والفقراء في العالم. وهي، فضلاً عن ذلك، زعيمة التحالف من أجل وحدة الغجر، وتعتبر أعلى سلطة معنوية في جماعتها في أوروبا. حلمها توحيد الشعب الغجري أينما كان، ولخصت مشاكله في كلمة «الأرض»، حيث لا دولة في العالم تقبل بهم وبالتالي فهم شعب بلا مستقرّ. واختارت الإمبراطورة تونس، تزورها للمرة الثانية على التوالي حيث لمست الدفء وحسن القبول، كما أكدت، ما جعلها تنسجم مع الشعب التونسي «المتقارب فكرياً» مع مبادئها، وقالت: «يشترك التونسيون مع الشخصية الغجرية في الإيمان بالتسامح ونبذ العنصرية، مع التحلي بالشجاعة والكبرياء، الأمر الذي برهنته الثورة التونسية». زارت لوتشيكا، برفقة صديقيها الشاعرة التونسية سندس بكار والمترجم حمادي البقلوطي، حيّ «المنشية» في قلب القيروان، حيث يعيش ثلاثون ألف نسمة، غالبيتهم من ضعاف الحال والمياومين الذين يصارعون من أجل حياة كريمة لا يكاد معظمهم يطاولها. وكان أعضاء جمعية الصحافيين في القيروان اختاروا لضيفتهم أربع أسر، تجمعها قواسم الفقر والإعاقة، وكانوا تناولوا قصصها في وسائل الإعلام التي ينتمون إليها. وحول طبيعة الغجر وطريقة حياتهم رفضت «الإمبراطورة» اتهام الغجر بالفوضوية وعدم اعترافهم بالحدود، ما جعل الفرنسيين يطردون عشرة آلاف غجري، وقالت: «نحن مسالمون، نحب الحياة والناس، ولا نرى حرجاً في مخالطتهم والزواج من الآخرين بل حتى اعتناق دياناتهم». وأردفت: «نريد حرية كالتي ناضلتم من أجلها في تونس، ونريد أيضاً الاعتراف بنا كشعب... نريد أرضاً واحتراماً وشعوراً بالاستقرار».