لا يكاد «صندوق المبيت» يغيب من غرف نوم المتزوجات حديثاً، في المنطقة الشرقية، إذ يُعد جزءاً أسياسياً من مكوناتها، ولكنه تحول من أداة استعمال إلى زينة. ويُصنف الصندوق، والذي كان بمثابة «الخزانة» للتجار والطواويش (تجار اللؤلؤ) والنواخذة، «تراثاً خليجياً» و»تحفة فنية»، على رغم أن موطنه الأصلي الهند، وجلبه التجار معهم من هناك. وكانت أغلب نساء المنطقة الشرقية يقتنين هذا الصندوق، لحفظ الملابس والذهب والأوراق المهمة فيه، وبخاصة ملابس العروس. فيما يحترف عدد من السعوديين صناعته ببراعة، والمحافظة عليه من الاندثار. ويقبل هواة اقتناء التراثيات على شرائه. ويعرض الشاب رضا، الذي يحترف النجّارة، عدداً من «صناديق المبيت»، ويقوم بصناعتها يومياً أمام زائري «خيمة التراث» في مهرجان «عيد أرامكو 2011» في الظهران. ويقول: «إن أغلب هذه الحرف والصناعات اليدوية يقوم بها الشباب في المملكة، من العائلات التي كانت تزاول الحرف القديمة، فقد تعلمتها من والدي، الذي أخذ أصولها من أبيه أيضاً». وأضاف رضا، أن «أهل الخليج، في البحرين، وقطر، والسعودية، والكويت، يسمونه «صندوق مبيت». فيما يعرف في الإمارات وعمان باسم «مندوس». وعزا سبب تسميته ب «المبيت»، إلى أنه «كان يحوي ملابس، وحلياً، وعطوراً، وبخوراً، وحاجيات العروس، ويوضع في بيت الزوجية، الذي ستنتقل إليه العروس، قبل ليلة الزفاف بيوم، فسمي بهذا الاسم، كونه يبيت في المنزل قبلها، ثم يسلم لها في اليوم التالي من الزفاف»، مضيفاً «تحول الصندوق إلى قطعة أثاث تُعرض في المنازل، كديكور فقط». وحول صناعة «صندوق المبيت»، أوضح أنه «يُصنع من نوعين من الخشب، فإما من «السيسم»، أو «الصاج»، الذي يجلب من الهند أو إفريقيا». ويبلغ سعر الصندوق، المتوسط الحجم، المصنوع من خشب الصاج 400 ريال. فيما تتراوح أسعاره بين 120 و150 ريالاً، إذا كان مصنوعاً من نوعية أقل جودة. وذكر أن صناعته تحتاج إلى «رسوم هندسية، وتتطلب صبراً، وعملاً دقيقاً من النجار الذي يقوم بصناعته، فزخرفة الصندوق بالمسامير والنحاس تأخذ من الوقت والجهد الكثير. إذ تستغرق صناعة الصندوق الصغير أربعة أيام. فيما تأخذ صناعة الكبير منه سبعة أيام». وتتطلب زخرفة الصندوق الصغير بالمسامير نحو 2600 مسمار. فيما يستهلك الصندوق الكبير نحو 4400 مسمار. وتجلب هذه المسامير حالياً، من ألمانيا. فيما يستورد النحاس من الهند.