كان صندوق السيسم في المجتمع المكاوي يعد شرطا أساسيا من شروط إتمام عقد القران بين الزوجين ومن المتطلبات الأساسية المتممة للزواج إلى جانب المهر والمجوهرات، حيث كان يسبق دخول العروس إلى بيت الزوجية، ويوضع في مكان خاص وبارز، وجرت العادة أن يشترط أهل العروس على العريس إحضار أفضل صندوق لهذا الغرض، ولذا فقد كان العريس يجتهد لجلب أفضل أنواع صناديق السيسم التي عادة ما تصنع في الهند وعدن، وكانت أفضلها تلك التي مقدمتها ذات نقوش وزخارف جميلة ومتقنة فنيا، ثم يتم طلاؤها باللون الأسود وتزين ببعض القطع النحاسية في مقدمتها لتبدو في كامل جاهزيتها، بما يتفق ومظاهر الزفاف. ويتكون صندوق السيسم من عدة أدراج، وهو مقسم من الداخل على شكل رف لكل جانب وخزانة داخلية، وعادة ما يوضع في مكان بارز من غرفة العروس الرئيسية المسماة في القنفذة «المربعة» وهي الغرفة التي تتوسط المنزل، والتي يستقبل فيها ضيوفها من النساء المهنئات والمباركات بالزواج. وكان يعد هذا الصندوق الفريد في الماضي بمثابة خزانة لحفظ ملابس العروس وأدوات زينتها ومجوهراتها، بل صكوكها وأوراقها أيضا، والكثير من أسرار العائلة فيما بعد، وكانت تنبعث منه أزكى الروائح العطرية المعروفة محليا مثل الريحان والبرك والكادي والشذاب والأطياب، وما زالت الكثير من العائلات تحتفظ بهذا الصندوق في مكانه المعتاد والذي بات في وقتنا الحاضر تراثا أصيلا لا يمكن التفريط فيه، كونه ارتبط بذكريات الزفاف ولحظات العمر الجميل منذ أكثر من ثلاثة عقود. أما مكونات هذا الصندوق الذي بات جزءا من التراث العتيق؛ فهي الأدراج التي تفتح إلى الأمام ومزودة بمقابض من الحديد ليسهل فتحها وغلقها، فيما تثبت على سطحه لوحة معدنية مزخرفة تسمى «القصة»، وتتدلى هذه القصة من أعلى لتلتقي مع قطعة أخرى بارزة من الحديد تسمى «البرزة»، وهي التي يوضع بها القفل المناسب لحماية صندوق الأسرار من العبث أو السرقة. أما قاعدة الصندوق فهي عادة تصنع من الخشب المقوى المزخرف أيضا بنقوش يدوية ويصاحب الصندوق دائما «سلة» دائرية توضع فوقه لحفظ الملابس مصنوعة من الخيزران والأسل لها غطاء على شكل قبعة يفصل بينهما قطعة من البساط الخفيف تسمى «بردة»، فيما يوضع من الجهة الأخرى لهذا النوع من الصناديق المسمى ب«الساباط» درج خشبي متوسط الحجم يسمى «الصنجة» بدون غطاء، تحفظ به أدوات الزينة والعطور بالإضافة إلى بيت صغير له غطاء داخلي يرفع لأعلى، وبيت آخر بغطاء جانبي لحفظ الأوراق والمستندات والمجوهرات والصكوك والعقود الخاصة بالعروس وزوجها. أمثال شعبية • «اللي عاجبه عاجبه واللي ما هو عاجبه ينتف حواجبه» يستخدم هذا المثل للإنسان الذي يسمع عن أمر أو يرى شيئا ولا يعجبه، ويراه الآخرون عندهم بالأمر الصحيح فيطلقون عليه هذا المثل. • «اللي يأخذ المقصد بسوء نية تركبه جنية» يطلق للشخص الذي يغير الكلام ويصفه على غير مقصده. • «حبك في قلبي يا بهية زي حب الأقرع للكوفية» يقال هذا المثل للرجل المتيم بحب زوجته، فيشبه مدى حبه لها بحرص الأصلع للبس الكوفية. • «شنب ما تحته فلوس يحتاج له موس» يطلق هذا المثل للرجل الذي يهتم بإطالة شاربه ويجلس بين الناس متفاخرا به فيما يكون جيبه خاليا «طفران». • «طبطب وليس يطلع كويس» نصيحة تقال للإنسان من أجل التأكيد على إتقانه للعمل.