على مسافة 200كم شمال شرق مدينة المجمعة تقع بلدة "مشذوبة" تلك البلدة الصغيرة الهادئة التي تعتبر من أفضل الأماكن الربيعية لما تتمتع به من سهولة في التضاريس وتنوع في الطبيعة، ويقف جبل مشذوبة الذي أخذت منه البلدة مسماها شاهداً على تاريخ المكان، وعلى ما جرى ويجري فيه من حراك تنموي وتحول سريع نحو البناء الحضري والتطوير المدني، فهذا المكان الذي كان منذ خمسة وعشرين عاماً فقط، عبارة عن مجموعة من بيوت الشعر والخيام، أصبح اليوم رغم ما يعانيه من قصور في بعض الخدمات، مركزاً حضرياً يعج بالحركة وتقوم فيه المدارس بمراحلها الثلاث للبنين والبنات، داخل مبان حديثة على أحدث طراز معماري، إلى جانب ما يتوفر من خدمات صحية وبلدية وان كانت ما تزال في طور النمو إلا انها تبشر بالمزيد من التطور في قادم الأيام. توطين البادية "الرياض" في بداية زيارتها كان لها هذا اللقاء مع رئيس مركز مشذوبة الأستاذ عبدالله بن غزاي بن صميعر الحربي، والذي تحدث عن تاريخ نشأة هذه البلدة، حيث قال: موقع مشذوبة معروف منذ القدم ومشهور بشهرة جبل مشذوبة، ويتكون موقع مشذوبة الحالي من بيوت الشعر والخيام، ولم يبدأ البناء فيه إلا في أوائل القرن الهجري الحالي، وتحديداً في عام 1403ه، وتم توطين أبناء البادية بحيث يتسنى لهم الاستفادة بصورة أفضل من الخدمات الشاملة التي تقدمها الدولة أيدها الله في مختلف المجالات، وفي مقدمتها الخدمات التعليمية والصحية، حيث تم تخطيط هذا الموقع بالطريقة التقليدية وتم توزيعه على أهالي مشذوبة. وقال رئيس مركز مشذوبة لقد تمت سفلتة بعض الشوارع في البلدة، ولكنها سفلتة مؤقتة وتحتاج إلى الأرصفة والإنارة واستكمال ما تبقى من الشوارع إلى جانب الحاجة، ودعم الخدمات البلدية الأخرى، وخاصة خدمات النظافة العامة. أما ما يتعلق بالمياه فذكر الحربي بأن هناك مشروعاً معتمداً يشتمل على حفر بئر ارتوازي وإقامة برج للمياه وشبكة للري، ولكن هذا المشروع لم تتم ترسيته حتى الآن، حيث يتم في الوقت الحاضر توفير مياه الشرب بواسطة الصهاريج من قبل أحد المتعهدين بواقع صهريج لكل منزل لمرة واحدة في الشهر. وأوضح الحربي بأنه قد تم في العام الماضي اعتماد افتتاح مركز إداري في مشذوبة تابع لمحافظة المجمعة، حيث كان في السابق يقتصر على وجود معرف فقط، وان عدد المباني السكنية تجاوز ال 150منزلاً تضم ما يزيد على 3.000نسمة إلى جانب من يرتادون مشذوبة من أبناء البادية المقيمين في المناطق الرعوية المحيطة بها. مطالب واحتياجات كما كان ل "الرياض" عدد من اللقاءات مع عدد من الأهالي في مشذوبة، والتي تركز معظمها حول لخدمات المقدمة وأهم المتطلبات والاحتياجات. حيث قال المواطن سعود بن غازي الحربي: "نأمل ونرجو في تطوير هذه الخدمات إلى الأفضل، وبالأخص ما يتعلق بالمركز الصحي، حيث لا يوجد به إلا طبيب واحد وصيدلي، ولا يوجد به طبيبة أو ممرضة حيث نضطر إلى الذهاب إلى مركز صحي أم الجماجم على بعد أكثر من 90كم لعلاج نسائنا لتوفر الكادر الطبي النسائي هناك. مخطط سكني من جانبه عبّر المواطن تنيبل بن عبدالله الحربي عن أمله في أن يتم اعتماد مخطط سكاني لمركز مشذوبة، حتى يتم الاستفادة من قروض صندوق التنمية العقاري أسوة بغيرهم من القرى المماثلة، وقال ان جميع ما ترونه من منازل تم بناؤه على نفقة المواطنين الخاصة حيث ان المخطط الحالي مخطط تقليدي، وقد تم الرفع منذ سنوات عديدة باعتماد مخطط سكاني لمشذوبة، ولم يتم بشأنه أي شيء حتى وقتنا الحاضر. مركز أمني من جانبه طالب المواطن راكن بن عبدالله الحربي إلى وجود نقطة أمنية، وفرقة للدفاع المدني، حيث ان أقرب مركز أمني لنا يبعد ما يقارب ال 100كم ومشذوبة إلى جانب ما يوجد بها من الكثافة السكانية، مما يستدعي تواجد مثل هذه الخدمات الأمنية وغيرها من الخدمات الأخرى. مشروع خيري للمياه فرضت الحاجة التي يمليها موقع مشذوبة إلى ضرورة وجود منهل للمياه التي تؤمن حاجة أبناء البادية من مياه الشرب لهم ولمواشيهم، حيث تضافرت أيدي الخير على توفير هذا المنهل. مقبرة قديمة على الرغم من حداثة البناء والاستقرار في الموقع الحالي لبلدة مشذوبة، إلا انه يوجد على مقربة منها في الناحية الجنوبية الشرقية آثار لمقبرة قديمة يقول الأهالي انهم لا يعرفون تاريخاً محدداً لها، ولا لمن تكون.. ويجري حالياً تسوير المقبرة من قبل بلدية الأرطاوية، كما يوجد على مسافة ليست بالبعيدة من هذه المقبرة، بعض آثار الحجارة التي ربما تكون دلالة على مبان حجرية كانت قائمة في هذا المكان في زمن سابق، ويوجد بجانبها عدد من الفجوات الصخرية المختلفة الأعماق.