مقديشو - رويترز، ا ف ب - قال شهود ان 27 شخصا على الاقل قتلوا في اشتباك عنيف قرب الحدود بين منطقتين صوماليتين تتمتعان بشكل من أشكال الحكم الذاتي، وذلك عشية مؤتمر سياسي لوضع خريطة طريق وصولا للانتخابات في البلد الذي تمزقه الفوضى. وقالت وزارة الامن في منطقة «بلاد بنط» ان قواتها صدت هجوما استمر يومين وشنه مقاتلون من «حركة الشباب المجاهدين» الاصولية المتشددة في شمال مدينة جالكعيو التي تسيطر عليها القوات واتهمت سلطات منطقة جالمدق التي تسيطر على جنوب جالكعيو بايواء المتشددين. وهناك مخاوف من أن يلقي تصاعد حدة التصريحات والاشتباكات في الاونة الاخيرة بظلالهما على المحادثات السياسية التي تستمر ثلاثة أيام، بدءا من اليوم، وهي أول مؤتمر وطني كبير ينعقد منذ أربع سنوات في العاصمة مقديشو التي يمزقها الصراع. وقالت الوزارة في بيان ان القتال نشب يوم الخميس بعدما فتح مقاتلو «الشباب» النار على قوات أمن في «بلاد بنط» كانت تريد اعتقال أفراد خلية ارهابية ينظمون عمليات اغتيال وتفجيرات. وقال شهود ان القتال تراجع في وقت مبكر من صباح امس، لكن الجثث ما زالت ملقاة في شوارع المدينة وما زال التوتر كبيرا. وقال عبد القادر أحمد وهو من سكان المدينة لوكالة «رويترز» من جي جرسور في جالكعيو: «قمت باحصاء 17 جثة بنفسي». وذكرت ممرضة أن المستشفى الرئيسي في المدينة استقبل أكثر من 70 مصابا من المقاتلين والمدنيين بينهم عشرة على الاقل فارقوا الحياة أثناء عمليات جراحية. وتقول بلاد بنط أن تصاعدا شهدته الهجمات التي تتعرض له أراضيها منذ أن بدأ مقاتلو «الشباب» الذين تربطهم صلات بتنظيم «القاعدة» بشن تمرد قبل أربعة سنوات بهدف تطبيق احكام الشريعة الاسلامية. ويفترض أن يتبنى مؤتمر مقديشو خريطة طريق للمصالحة السياسية والاصلاح تؤدي الى انتخاب رئيس جديد في آب (أغسطس) 2012 . وقال مصدر مطلع ان جيبوتي تعتزم ارسال نحو 700 جندي الى الصومال بحلول نهاية الشهر الجاري للانضمام الى قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي. وفي مقديشو، قتل صحافي ماليزي واصيب آخر بجروح في مواجهات جرت الجمعة بين قوة الاتحاد الافريقي في الصومال ومسلحين، حسب ما أفاد مسؤولون صوماليون وفي القوة الافريقية. وقال عبدالكريم علي مسؤول شؤون الامن في الحكومة الانتقالية الصومالية ان الصحافيين كانا يتنقلان بسيارة في مقديشو برفقة حماية مسلحة خاصة، تفادياً لمخاطر الخطف في احدى اخطر مدن العالم وحيث تكثر المواجهات بين ميليشيات متناحرة. واضاف ان الصحافيين «اصيبا بالرصاص حين كانا داخل السيارة. ويبدو انهما كانا عائدين الى فندقهما»، مشيراً الى ان «ما جرى ليس واضحاً بشكل دقيق ولا تزال تفاصيل الحادث ترد علينا». وقالت منظمة «مراسلون بلا حدود» ان الصحافي الذي قتل هو نورامفيزول محمد نور وهو مصور يعمل لقناة «بيرمانا تي في» الماليزية. واوضحت انه كان يواكب «بسيارته احدى مهام منظمة بوتيرا ماليزيا كلوب الانسانية». وذكرت ان «مصوراً تلفزيونياً آخر هو حاجي ساريغار مزلان من قناة تي في 3 اصيب بجروح طفيفة في الهجوم». وأحصت المنظمة مقتل 23 صحافياً منذ 2007 في الصومال.