اعتمدت التنمية الثابتة لكازاخستان في العقد الماضي على تصدير المواد الخام، خصوصاً النفط والغاز والمعادن، ومن ضمنها اليورانيوم. إلا أن عملية التحول إلى التنوع الصناعي تمثِّل الهدف الرئيس للتنمية. وتبين البيانات الإحصائية، أن كازاخستان أنتجت عام 2010 نحو 4.37 بليون متر مكعب من الغاز الطبيعي. وبلغت الكمية المصدرة من هذا الغاز نحو 1.9 بليون متر مكعب، في حين استُخدمت الأراضي الشاسعة لكازاخستان (التاسعة في العالم لجهة المساحة) عام 2010 كمنطقة عبور ل 1.82 بليون متر مكعب من الغاز. ويُتوقع أن تزيد كازاخستان خلال عام 2011 إنتاجها من الغاز ليصل إلى 42 بليون متر مكعب. ويحوّل الارتفاع المضطرد لإنتاج الغاز الطبيعي، كازاخستان من مستورد صاف للغاز إلى مصدر صاف له. ويتخلف تطوير قطاع الغاز الطبيعي عن النفط، بسبب عدم وجود البنية التحتية لخطوط أنابيب الغاز التي تربط المنطقة الغربية المنتجة مع المنطقة الشرقية الصناعية، فضلاً عن النقص في خطوط أنابيب التصدير. ومع ذلك، يسمح خط كازاخستان - الصين لأنابيب الغاز، بنقل الغاز إلى المنطقة الصناعية في كازاخستان، فضلاً عن زيادة صادرات الغاز في عام 2014. وأظهر الكازاخستانيون الديناميكية الإيجابية ذاتها في إنتاج النفط، فعام 2010 أنتجت كازاخستان نحو 80 مليون طن من النفط ومكثفات الغاز، ويُتوقع أن يصل إنتاج النفط ومكثفات الغاز هذه السنة إلى مستوى 81 مليون طن. وتمثّل التنمية الفاعلة لموارد الطاقة على شواطئ بحر قزوين في الوقت الراهن، إحدى الأولويات العليا في البلاد. وتعطي التطورات الأخيرة في هذا المجال الأمل بأن يبدأ تطوير مزيد من حقول النفط والغاز في قطاع بحر قزوين الشمالي، في المستقبل غير البعيد. ويتمثل الهدف النهائي لإنتاج الطاقة في إدخال كازاخستان بحلول عام 2015 من ضمن قائمة البلدان ال 10 الأولى المنتجة للنفط والغاز. الأكيد أن امتلاك موارد هائلة من النفط والغاز يجعل كازاخستان شريكاً جذاباً للدول المستهلكة وبلدان العبور. ويزيد الوزن السياسي لكازاخستان من هذه الجاذبية بالنسبة إلى كثير من القوى المؤثرة مثل الولاياتالمتحدةوروسيا والصين والاتحاد الأوروبي. وتتمتع كازاخستان عملياً، بموقع جغرافي استراتيجي، يسمح لها بالتحكم بتدفقات النفط والغاز من آسيا الوسطى شرقاً (الصين) وغرباً (روسيا والأسواق الأوروبية). وتشارك كازاخستان في تنفيذ مشاريع ضخمة للطاقة لنقل الموارد الهيدروكربونية إلى الأسواق العالمية. وعلى رغم امتلاك كازاخستان هذه الموارد الطبيعية الوفيرة من الطاقة ما سيجعلها «نمراً آسيوياً» جديداً، إلا أنها تراقب عن كثب الاتجاهات العالمية للطاقة. وبعبارة أخرى، تسعى كازاخستان إلى تطوير سياسة طاقة متنوعة. وتعمل ليس فقط على استخراج موارد الطاقة الهيدروكربونية وتصديرها، إنما أيضاً تعمل على تطوير قطاع الطاقة الذرية، إذ تُعتبر كازاخستان أحد المنتجين الرئيسين لليورانيوم في العالم، فيما يُقدَّر أن خمس احتياطات العالم من اليورانيوم موجود في كازاخستان. ويمكن وفرة موارد الطاقة أن تقود كازاخستان إلى مستقبل مزدهر في حال الاهتمام الدقيق بها وعدم المغالاة في تقويم أثرها في الاقتصاد الوطني. وفي هذا الصدد حدّدت حكومة كازاخستان استراتيجية التنمية التي تهدف إلى مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2015 (مقارنة ببداية تسعينات القرن الماضي) مع خفض إلى النصف استهلاك الطاقة لكل بند من بنود الناتج المحلي الإجمالي.