مقديشو، أديس ابابا، باريس - أ ف ب، رويترز - أعلن الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد أمس الاثنين حال الطوارئ في البلاد ازاء تصاعد هجمات المتمرّدين الإسلاميين الذين يشكّلون خطراً على حكومته. وقال شريف في مؤتمر صحافي في مقديشو: «اعتباراً من اليوم (أمس)، تخضع البلاد لحال الطوارئ». وأضاف: «بعد أن لمست تصعيداً في العنف في أنحاء البلاد، قررت الحكومة اعلان حال الطوارئ». وقال مستشار للرئيس الذي انتخب في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي، إن مرسوم حال الطوارئ يحتاج إلى مصادقة البرلمان الصومالي كي يصبح نافذاً. ولم يعرف أمس متى وأين سيجتمع البرلمان الصومالي الذي خسر نائبين من أعضائه الأسبوع الماضي. وحكمت محكمة أقامتها «حركة الشباب المجاهدين» أمس في مقديشو على أربعة أشخاص بقطع اليد والرجل وذلك بعد ادانتهم بتهمة السرقة. وقال القاضي شيخ عبدالله الحق إن «الرجال الاربعة دانتهم محكمة المجاهدين اليوم (أمس) بسرقة ممتلكات السكان ليلاً في عدد من ضواحي مقديشو». وأضاف «ستتم معاقبتهم وفق تعاليم الشريعة». وخلال المحاكمة التي جرت في الخلاء شمال العاصمة بحضور مئات السكان، عرض مسؤولون في حركة الشباب ثلاثة هواتف نقالة وبندقيتين قالوا إن المتهمين سرقوها. واضاف القاضي «ان المتهمين اعترفوا بالتهم الموجهة اليهم وحكم عليهم بمقتضى ذلك. وسيتم قطع اليد اليمني والرجل اليسرى لكل منهم أمام الجمهور». وأوضح قيادي في «الشباب» أن الحكم سينفّذ صباح اليوم. وفي تشرين الأول (اكتوبر) 2008 تم طمر فتاة في ال13 من العمر حية حتى العنق ثم قام 50 رجلاً برجمها حتى الموت في كيسمايو (جنوب الصومال). وكانت «محكمة إسلامية» دانت الفتاة بتهمة الزنا وذلك بعدما أبلغت السلطات أنها تعرضت للاغتصاب. وفي أديس أبابا، قال الاتحاد الافريقي إن «من حق» الحكومة الصومالية أن تطلب دعماً عسكرياً دولياً لمواجهة «عدوان» المتمرّدين الإسلاميين الذين شنّوا هجوماً جديداً لإطاحة الرئيس شيخ شريف أحمد الأسبوع الماضي. وقال رئيس لجنة الاتحاد الافريقي جان بينغ في بيان: «نظراً إلى أن المتمرّدين يعيدون تنظيم صفوفهم لشن هجمات أكبر على نقاط استراتيجية في مقديشو، يرى الاتحاد الافريقي أن من حق الحكومة الصومالية كسلطة شرعية معترف بها دولياً، أن تطلب دعم الدول الأعضاء في الاتحاد الافريقي وأعضاء المجتمع الدولي». ودان بينغ في البيان «استمرار عدوان العناصر المسلحة التي تحظى بدعم خارجي على شعب (الصومال) وحكومته». ودعا رئيس البرلمان الصومالي آدم محمد نور السبت الدول المجاورة إلى «نشر قوات في الصومال في الساعات ال24 المقبلة» وذكر كينيا وإثيوبيا وجيبوتي واليمن. من جهتها، دعت منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 57 عضواً، الأسرة الدولية إلى تحرك عاجل في الصومال للتصدي لتقدم «حركة الشباب المجاهدين». ووجّه الإسلاميون المتطرفون الأحد تحذيراً شديد اللهجة الى هذه الدول إذا قررت ارسال قوات الى الصومال. وتنتشر في مقديشو منذ آذار (مارس) 2007 قوة سلام افريقية تضم جنوداً أوغنديين وبورونديين لكنها تعاني من نقص في عديدها (انتشار 4300 جندي فقط من أصل 8000) وتتعرض بانتظام لهجمات المتمرّدين الإسلاميين. وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن فرنسا قلقة جداً لتدهور الوضع الأمني في الصومال وأكدت دعمها للحكومة الانتقالية. وقال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية فريديريك ديزانيو رداً على سؤال: «إننا قلقون جداً لتدهور الوضع الأمني في العاصمة الصومالية وللهجمات التي تشنها مجموعات مسلحة متشددة تحظى بدعم خارجي على الحكومة والسكان». على صعيد آخر، قال قراصنة في الصومال أمس إنهم أفرجوا عن سبعة أفراد هم طاقم اليخت «انديان أوشن اكسبلورر» وهو من سيشل. وكان القراصنة خطفوا يخت أبحاث المحيطات في نهاية آذار قرب جزيرة اسامبشن في سيشل ليكون ثاني سفينة ترفع علم سيشل يخطفها قراصنة.