بنغازي - رويترز - نقلت القوات الجوية البريطانية 40 طناً من الأوراق النقدية المطبوعة حديثا ويحمل الكثير منها صورة الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي الى ليبيا لمساعدة حكامها الجدد على سداد رواتب الموظفين الحكوميين ولتملأ بنوكها ماكينات صرف النقود. والمبلغ هو 280 مليون دينار ليبي اي نحو 234 مليون دولار وهو جزء من شحنة قيمتها نحو 1.5 مليار دولار كان القذافي طلبها من شركة الطباعة البريطانية (دو لا رو) لكن بريطانيا أوقفتها في مارس آذار بعد الحملة التي شنها على المحتجين. والآن بعد أن أطاحت قوات المجلس الوطني الانتقالي بالقذافي تفرج بريطانيا عن الأموال لتخفيف ازمة السيولة. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في بيان إنه سيتم تسليم بقية المبلغ "قريبا". وقال جاسم عزوز محافظ البنك المركزي الليبي وهو ينتظر وصول الطائرة في مطار بنغازي بعد حلول الظلام امس إن هناك نقصا كبيرا جدا في السيولة. وأضاف أن الموظفين لا يتقاضون رواتبهم وأن الكثير من الليبيين يحتفظون بالعملات بعد أن فقدوا الثقة في النظام المصرفي. وفي حين أن 280 مليون دينار تساوي نحو 234 مليون دولار طبقا لسعر الدينار مقابل الدولار الذي يبلغ 1.19 فإنها لن تساوي على الأرجح الا نحو 200 مليون دولار تقريبا بأسعار الشارع حاليا في بنغازي. وهبطت الطائرة التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني وهي من طراز "سي - 17" تحت جنح الظلام وسط إجراءات أمنية مشددة وبدأ تفريغ حمولتها من الأموال. ووقف حراس مسلحون بينما تم تحميل صناديق الأموال على خمس شاحنات. وطلب من الصحفيين عدم نشر الاخبار لعدة ساعات الى أن تودع الأموال في خزائن البنوك. وقال جون جنكينز ممثل بريطانيا الخاص لليبيا الذي تابع تفريغ الشحنة "هذا هو أقصى ما أمكننا وضعه على هذه الطائرة... هذا ضروري لاستعادة السيولة." وقال عزوز إن الأموال ستساعد في سداد رواتب عشرات الآلاف من الموظفين الحكوميين الذين يمثلون نحو 80 في المئة من قوة العمل في ليبيا والذين كانوا يقبلون في صبر برواتب هزيلة كتضحية مقابل الإطاحة بالقذافي. وأضاف أن الناس كانوا متعاونين وقالوا إنهم يستطيعون أن يعيشوا على الخبز والماء فقط لكن بدون القذافي. لكن عليهم أن يتحملوا وجه القذافي الذي يحدق فيهم من الأوراق من فئة دينار لفترة. وقال عزوز إن الناس لن يشتكوا لأنهم يعلمون أنه ليس تصميما جديدا وأضاف أن البنك المركزي أطلق مسابقة للتصميمات الجديدة. وفي أمستردام، قال رئيس وزراء هولندا ان بلاده تتوقع الافراج عن أرصدة ليبية مجمدة تبلغ ملياري دولار خلال وقت قصير وارسال ما قيمته عدة ملايين من الدولارات من شحنات البنزين ووقود الديزل الى ليبيا. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الهولندي مارك روت "طلبنا من مكتب عقوبات الاممالمتحدة الافراج عن الاموال. وسمعت انه سيفرج عنها خلال فترة قصيرة لكن القرار متروك للمكتب." وكانت وكالة الانباء الهولندية إيه.إن.بي. قد قالت في وقت سابق اليوم ان هولندا قد تفرج عن أرصدة ليبية مجمدة تبلغ ملياري يورو لكن المتحدث قال ان المبلغ هو ملياري دولار.وقال ان هولندا جمدت نحو 4 مليارات يورو هو اجمالي المبالغ الليبية. وقال المتحدث انه بالاضافة الى ذلك طلبت هولندا من مكتب الاممالمتحدة السماح لشركة نفط ليبية بأن تشحن الى ليبيا ما قيمته مئات ملايين الدولارات من البنزين ووقود الديزل بعد احتجاز هذا الوقود في هولندا استجابة للعقوبات.