أعلن رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن نواب «القوات» لن يصوتوا لرئيس المجلس النيابي نبيه بري «إذا كان مرشحاً لرئاسة المجلس ببرنامج 8 آذار، أما إذا كان مرشحاً ليكون رئيساً فعلياً وندرك ما يريد فسنصوت له». وقال جعجع في احتفال تكريمي للماكينة الانتخابية ل «القوات» أقامه النائبان ستريدا جعجع وإيلي كيروز في جبة بشري: «خضنا انتخابات نيابية على أسس معينة ولا يمكن عند انتهاء الانتخابات نسيان هذه الأسس. ليس لدينا أي مشكلة شخصية مع الرئيس بري وليس لدينا أي علامة استفهام تتعلق به، فمنذ القديم علاقتنا جيدة به وستستمر ولكن لأجله ولأجلنا أقول: إذا كان الرئيس بري مرشحاً لرئاسة المجلس ببرنامج 8 آذار فبكل محبة وبكل بساطة وبكل احترام أقول له لن نصوت لك. أما إذا كان مرشحاً لرئاسة المجلس كي يكون رئيساً فعلياً وندرك ما يريد سنصوت له. أما إذا لم ندرك ما يريده فبكل محبة نقول: لن نصوت لك». ورأى ان «الأوان آن لكي تنتظم العملية السياسية في لبنان ولو بالحد الأدنى، ولا يمكن لأكثرية أن تنتخب رئيساً للمجلس ويكون هذا الرئيس مجسداً أو ممثلاً لوجهة نظر أخرى وهذا أمر ليس بجيد لا للرئيس بري ولا لنا». واعتبر أن «اختيار رئيس المجلس يجب أن يكون على أسس معينة، فالرئيس بري ليس لدينا أي فيتو أو أي ملاحظة على شخصه ولكن نريد أن نعرف ماذا سيفعل، ومن أقل الواجب والإيمان علينا أن نطلب منه برنامجه ومن هنا أعتبر أننا في حال انتظار، وإذا كان برنامجه ينسجم مع القناعات التي على أساسها انتخبنا والتي على أساسها انتخب جزء كبير من الشعب اللبناني قوى 14 آذار سنصوت له وإلا فلا». وقال جعجع: «إننا مع التهدئة ومع أن تطال الاجتماعات كل المسؤولين اللبنانيين على مختلف إنتماءاتهم وآرائهم السياسية ولكن مع هذه التهدئة وقبلها وبعدها يجب ألا ننسى على أي أساس انتخبنا اللبنانيون. من المفروض ألا نخون الرأي العام الذي أوصلنا كأكثرية وبالتالي يجب أن نبذل كل جهد من أجل التهدئة شرط أن نبقى أمناء على الأسس التي من أجلها انتخبونا. لذلك أعدكم بأنني سأعمل للتهدئة بكل قوتي ومن جهة أخرى سأعمل على تجسيد قناعاتكم». ودافع جعجع في كلمته عن البطريرك الماروني نصرالله صفير، معتبراً أن «ما يحصل بجوانبه المختلفة غير مقبول». وقال: «هناك من ينتقد البطريرك صفير لأنه قبل الانتخابات أعطى مواقف سياسية، ومن هنا أريد أن أذكر البعض بأن البطريرك قبل انتخابات 2005 أطلق مواقف سياسية وكانوا هم أول المهللين له ولكن أيعقل أن نهاجم البطريرك عندما يطلق مواقف لا تناسبهم وتصبح بكركي عرضة للهجوم. هذا أمر غير مقبول وعلى كل واحد منا أن يتصرف بالحد الأدنى من المنطق، فكما صفقوا له على الذي فعله وقاله قبل انتخابات 2005 عليهم أن يصفقوا له كثيراً على الذي قاله قبل انتخابات 2009». وتابع: «أتوقف عند محطتين أو ثلاث لأقول للذين يقوّمون اليوم أداء البطريرك صفير، أين كانوا سنة 1920 عندما سعت البطريركية الى إنشاء لبنان الكبير ولولاها لكنا اليوم كل في زاوية مختلفة أو في وطن مختلف تماماً عما نحن عليه في الوقت الحاضر. وفي سنة 1975 أين كان الذين يتكلمون اليوم حين كان التوطين سيجذر وكنا نحن أصبحنا رعايا في دول أخرى؟ وأسأل الذين ينتقدون اليوم البطريرك بين سنة 98 أو 90 و2005 أين كانوا عندما كان الشعب اللبناني رازحاً بكل ما للكلمة من معنى تحت أكثر من احتلال»؟ وزاد جعجع: «يعتبرون أنفسهم أنهم كانوا يواجهون الاحتلال ولكن لا يعلمون أن البطريرك صفير ومن حوله كانوا يواجهون احتلالاً أكبر وأشنع في لبنان، لذلك لا يمكن أحداً أن يسأل ماذا كان يفعل البطريرك صفير وما كانت يومها اطروحاته. لولا البطريرك صفير ولولا بكركي وكل ما يمثله البطريرك صفير وبكركي لما كان هناك لبنان وحرية وسيادة واستقلال». وألقى كيروز كلمة اعتبر فيها أن «الفوز في 7 حزيران كان رداً بالغاً ومعبراً عن بعض ما قيل قبل 7 حزيران من مراهنات على الضعف والفشل. لقد صوتم أولاً لخيار وهذا دليل على رهافة الوعي، وصوتم ثانياً لحجم من العمل ولنموذج جديد ومختلف في العمل السياسي والاجتماعي والإنمائي». عدوان وفي المواقف القواتية، قال النائب جورج عدوان بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير: «إننا مقبلون على استحقاقين مهمين: رئاسة المجلس النيابي وتشكيل الحكومة. ومن الطبيعي ان يكون لكل فريق ملاحظاته ان بالنسبة الى رئاسة المجلس أو الى الحكومة وتشكيلها. المبدأ الأساسي يجب أن يكون تأمين الاستقرار والشراكة وعدم التعطيل لنتعاطى مع كل هذه الاستحقاقات سوية، فأنا أرى مصلحة للجميع بعدم التعاطي مع كل استحقاق وحده، بل لنتفاهم، ونتدارس الأمور بروية لتكون هذه الاستحقاقات كاملة متكاملة، فالشراكة لا تكون باختيار رئيس المجلس، وفي الحكومة، لا يمكن أن يكون هنا تعطيل وهناك لا. فإما يكون الاستقرار والتفاهم شاملين الجميع وإلا نكون لا نخدم اللبنانيين كما يجب أن يخدموا ويتأمن لهم ما يريدون». وأضاف: «نحن اليوم وأكثر من أي وقت مضى، ضد الثلث المعطل، وكان من الأفضل أن يكون هناك أكثرية تحكم وأقلية تعارض، انما اليوم إذا كان المطلوب تحقيق الشراكة، فيجب أن تشترك الأقلية في الحكومة فلتشترك من دون ثلث معطل وأن يكون همنا جميعاً الشراكة من دون تعطيل». وعن ترشح بري قال عدوان: «نحن يهمنا في انتخابات المجلس النيابي أن نستفيد من التجربة الماضية التي لم نكن موافقين عليها، وأن نبحث كل المواضيع قبل الانتخاب وإذا لم يحصل بحث لهذه المواضيع لن نسير بالرئيس بري، وأتمنى على الجميع بمن فيهم الأكثرية أن نبحث موضوع رئاسة المجلس والحكومة ونتفق كلبنانيين على كل شيء لأن من غير الطبيعي أن نكون متفقين في مكان وفي مكان آخر عكس ذلك. فاذا اردنا الاستقرار والشراكة ومصلحة اللبنانيين فلنتفق على كل شيء ونأخذ في الاعتبار ما حصل في الماضي». وتابع: «قد نكون جميعاً أخطأنا، فلنأخذ هذه التجربة ونستفيد منها ونرى ما يخدم المواطن ونعمل على تأمينها، وليس بالضرورة أن يكون هناك بديل من الرئيس بري، ولكن أن ينتخب رئيس المجلس بمئة صوت شيء وان ينتخب بنسبة اقل شيء آخر. نحن نطلب بحث كل الأمور لوضع الطريق السليم كي لا يكون هناك تعطيل لا في المجلس ولا في الحكومة». وعن رد بري بأن الضمانات يكفلها الدستور قال عدوان: «الدستور لم ينفذ في الماضي، فهل سينفذ في المستقبل هذا هو السؤال الذي نطرحه على صوت عال، وكل ما نريده أن ينقذ الدستور». واعتبر عدوان ان التمثيل المسيحي النسبي في الحكومة «بدعة غير دستورية، والمفروض وفقاً للدستور ان تكون الحكومة مؤلفة من الأكثرية والأقلية، ولكن اليوم استثنائياً نستطيع القول ان يكون هناك أكثرية وأقلية من اجل تأمين الشراكة ولتسهيل الأمور انما يجب الحفاظ على الأكثرية والأقلية ويجب ألا يكون هناك لا ثلث معطل ولا نسبية». ورأى أن الكلام عن أكثرية شعبية وأكثرية نيابية «يضرب اتفاق الطائف والعيش المشترك والمناصفة بين المسيحيين والمسلمين، فاتفاق الطائف ينص على ان المناصفة بين المسلمين والمسيحيين يجب الحفاظ عليها».