سجلت أسعار الفاكهة والخضراوات ارتفاعات قياسية خلال شهر رمضان؛ حتى أن البعض أطلق عليها اسم المجنونة بسبب تقلب وازدياد قيمتها يوماً بعد يوم؛ فهي لا تستقر ما بين النهار والليل على سعر واحد، ناهيك عن فترة تمتد أياماً وأسابيع، ووصل الارتفاع إلى ذروته خلال الأيام الأولى من الشهر؛ فقد وصلت إلى مستويات لا تطاق بسبب زيادة الطلب، وقفز سعر كرتون الرمان المحلي في إحدى المرات إلى 800 ريال. ووفقاً للمدير العام لشركة الشربتلي سيف الله الشربتلي، فإن الفاكهة والخضراوات ستزيد أكثر مما هي عليه بسبب تدهور الدولار، وقال: «نحن المستثمرين في قطاع الفاكهة مرتبطون بالدولار لا محالة، كما أن سعر النفط يؤثر في عملنا، وما يؤكد أن أسعار المواد الغذائية لن تنزل خلال الأعوام المقبلة هو ارتفاع التعداد السكاني في العالم، وانحسار الرقعة الخضراء المزروعة؛ ما يتسبب في زيادة الطلب مع قلة الإنتاج»، مؤكداً أن «أسعار الفاكهة والخضراوات في السعودية تعد من أغلى الأسعار في العالم». وأضاف: «كثيراً ما نطلق على الخضراوات اسم المجنونة؛ لهبوط وارتفاع أسعارها، لكن الفاكهة زادت بنسبة 25 في المئة»، مبيناً أن وباء «الإي كولاي» أحدث ضجة عنيفة في الأسواق، وتسبب في قفزة في أسعار الفاكهة لزيادة الطلب بعد أن تراجع الطلب على الخضراوات، «خصوصاً أن السعودية تعتمد على استيراد الفاكهة والخضراوات من الخارج بنسبة كبيرة جداً، إذ إن ما يزرع في البلاد لا يكفي حاجة السكان». وتابع الشربتلي يقول: «حتى أن رمان الطائف وصل سعره في إحدى المرات إلى 800 ريال للكرتون الواحد، بسبب جودته وقلة الإنتاج، ونتلقى شكاوى من ارتفاع الأسعار من المستهلكين، ومنهم مَن يتفهم الوضع، ومنهم مَن لا يلتمس العذر لنا». وعن كيفية تحقيق نوع من الاستقرار في الأسعار، قال: «الحل الوحيد هو أن يكون هناك تحالف مع دول صديقة مجاورة؛ لإيجاد مزارع سعودية فيها، أو فك ربط سعر الريال بالدولار ليصبح أقوى». واتفق معه في الرأي تاجر الخضراوات والفاكهة عاصم أبو زنادة، وقال: «تزيد أسعار الخضراوات في الأيام الأولى من رمضان بنسبة كبيرة؛ حتى يصل الأمر إلى أننا لا نستطيع الدخول إلى السوق من ازدحام السيارات والمتسوقين من الناس، وهذا يصطدم مع مشكلة أن المزارع بدأت للتو في الإنتاج». وعن ازدياد سعر كرتون الرمان، قال: «أعتقد أنه مبالغ فيه؛ إذ إن أعلى سعر وصل إليه هو 350 ريالاً، أما أن يصل إلى 800 ريال فهذا فقط قد يحدث في الطائف؛ إذ إن الكرتون الصغير من رمان وادي بطحان يصل إلى 700 ريال». من جهته، عزا تاجر الخضراوات ناصر محمد الزاي ارتفاع الأسعار إلى «قلة الإنتاج وزيادة الطلب»، واعتبرهما من أهم أسباب ارتفاع أسعار الفاكهة والخضراوات، مشيراً إلى أن «الكوسة والطماطم من أكثر الخضراوات التي يرتفع سعرها باستمرار وبشكل ملحوظ؛ ما يجعل الكثير من الانتقاد يُوجه إلينا، وعلى رغم تبريرنا إلا أن هناك مَن يقتنع وهناك مَن يتهمنا، والمستهلك في النهاية مضطر لشراء ما يحتاج إليه من الخضراوات». وأردف: «أنا لا أرضى لنفسي بالخسارة، ومع ذلك أحاول أن أُرضي الناس وأبيع لهم بسعر مقبول على رغم زيادة السعر ثلاثة أضعاف، بما في ذلك كرتون الجزر المعروف برخصه؛ إذ زاد سعره إلى 50 ريالاً». وفي السياق ذاته اشتكى مسؤول محال خضراوات وفاكهة عبدالله سعيد من تضارب الأسعار وارتفاعها؛ ما يدفع بعض الزبائن إلى شتم باعتها «على رغم أن هذا ليس بأيدينا»، وزاد: «أسعار الخضراوات تتغير بين النهار والليل مثل الكوسة؛ فقد تكون بالأمس ب60 ريالاً، وفي الليل ترتفع إلى 115 ريالاً للكرتون»، مبيناً أن الشكاوى من المبتاعين لا تنتهي، «متهمين إيانا بأننا «جشعون»، لكن علينا أن نتحمل الزبون على رغم تكرارنا الدائم له أن ذلك ليس بأيدينا».