قتل ما لا يقل عن 31 شخصاً بينهم الكثير من الأطفال في قصف جديد ب «البراميل المتفجرة» قامت به مروحيات النظام السوري على أحياء في حلب، كبرى مدن شمال سورية، في وقت تواصلت المواجهات بين كتائب الثوار والقوات الحكومية على مختلف الجبهات. وحُصد يوم أول من أمس لوحده 238 قتيلاً وفق حصيلة أعدها «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وبين هؤلاء 91 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و100 من الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية و «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، إضافة إلى الكثير من المدنيين. وعلى صعيد الوضع الميداني، قال «المرصد» إنه «ارتفع إلى ما لا يقل عن 24 عدد الشهداء الذين قضوا نتيجة قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطقَ في حي السكري (في حلب) ظهر اليوم (أمس). وأوضح أن بين الضحايا مواطنة واحدة على الأقل وطفلاً وفتى في ال17 من عمره ورجلين من أعضاء المجلس المحلي لحي السكري، و «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بعضهم في حالة خطرة». وأوضح مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» في اتصال هاتفي أن «طائرة مروحية استهدفت الحي ببرميل متفجر أول أوقع عدداً من القتلى والإصابات، ولدى تجمع الأهالي، أُلقي برميل آخر، ما تسبب بذعر وحركة هروب، وارتفاع عدد القتلى والجرحى». وأظهرت صور مرعبة وزعها «المرصد»، مواطنين يحملون جثثاً مدماة بينها لأطفال. وكانت طائرات مروحية ألقت في وقت سابق براميل متفجرة على منطقة السكن الشبابي في حي الأشرفية في شمال حلب، ما تسبب بمقتل ستة أشخاص. ولفت «المرصد» إلى سقوط قذيفة صاروخية في محيط مستشفى الأندلس بحي الشهباء الخاضع لسيطرة قوات النظام في حلب، ما أدى إلى سقوط جرحى «بينما استهدفت الكتائب الإسلامية بقذائف الهاون مبنى الأمن السياسي ووردت أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام». وأفيد بأن الطيران المروحي ألقى أيضاً براميل متفجرة على مناطق في المدينة الصناعية بالشيخ نجار قرب حلب، فيما قصف الطيران الحربي مناطق في بلدتي تل حدية والعيس بريف حلب الجنوبي ووردت «معلومات عن شهداء وجرحى»، كما قال «المرصد». وأضاف أن الطيران المروحي قصف أيضاً ببرميل متفجر منطقة في قرية مسقان القريبة من بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي ووردت «أنباء عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، إضافة إلى أضرار في ممتلكات مواطنين». وفي ريف حلب، أفادت شبكة «مسار» المعارضة أن مدنيين اثنين قُتلا وخمسة آخرين أصيبوا بجروح الأحد نتيجة قصف جوي على قرية السحارة بريف حلب. كما جرح عدد من المدنيين في قصف جوي على مدينة دارة عزة، في حين قصف الطيران الحربي بالصواريخ بلدة كفر حمرة، وطاول قصف جوي بالرشاشات الثقيلة بلدة بيانون، من دون تسجيل إصابات. ويشن الطيران السوري منذ منتصف كانون الأول (ديسمبر) هجمات مكثفة على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب وريفها. ونددت منظمات دولية ودول بهذه الحملة. وذكر «المرصد» في 30 أيار (مايو) أن القصف الجوي من قوات النظام على حلب أوقع في خمسة أشهر 1963 قتيلاً بينهم 567 طفلاً. والبراميل المتفجرة عبارة عن خزانات صغيرة أو عبوات غاز فارغة تملأ بمتفجرات وبقطع حديد، وتقوم بإلقائها طائرات مروحية. وبالتالي، هي غير مزودة بأي نظام توجيه يتيح تحديد أهدافها بدقة. وأفاد «المرصد» أمس عن قصف بالبراميل المتفجرة على مناطق عدة في ريف دمشق وعلى بلدات في محافظة درعا (جنوب). من جهة ثانية، ذكر «المرصد» أن ثمانية أشخاص بينهم مقاتل من كتيبة إسلامية معارضة وطفلة وامرأة قتلوا الليلة قبل الماضية بانفجار في مدينة دوما في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، مشيراً إلى أن معلومات متضاربة حول سبب الانفجار، إذ قال بعض المصادر إنه نتيجة سقوط صاروخ أرض - أرض، بينما قال آخرون إنه نتيجة انفجار سيارة مفخخة. وتقع دوما تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. وفي محافظة إدلب (شمال غربي سورية)، قتل 11 شخصاً بينهم «ثمانية أطفال تحولت أجسادهم إلى أشلاء» نتيجة سقوط قذائف أطلقتها كتائب مقاتلة مساء أول من أمس على مناطق في حي كرم الرحال في مدينة جسر الشغور الخاضعة لسيطرة قوات النظام، وفق ما ذكر «المرصد». وقدّمت شبكة «مسار» المعارضة حصيلة مماثلة لحصيلة «المرصد» في شأن ضحايا حي كرم الرحال، لكنها قالت إن قذائف الهاون التي سقطت في الحي «مجهولة المصدر». وأشارت شبكة «مسار» أيضاً إلى مقتل ثلاثة أشخاص ووقوع عدد من الجرحى إثر قيام شخص مجهول برمي قنبلة قرب مبنى محكمة «حلف الفضول الإسلامية» في بلدة بسقلا. وأردفت أن مقاتلي كتيبة «شهداء بسقلا»، التابعة ل «الجيش الحر»، ألقوا القبض على الفاعل. وفي ريف إدلب الشمالي، ذكرت شبكة «مسار» أن مدنياً قُتل واثنين آخرين جرحا، بينهم طفل، «نتيجة قصف جوي على مدينة تفتناز... كذلك جرح مدني في قصف جوي على مدينة سراقب، بينما تعرضت قرية معلة في منطقة جبل الزاوية لقصف بقذائف الدبابات من حواجز قوات النظام المحيطة، من دون تسجيل إصابات». وفي ريف دمشق، أعلنت شبكة «مسار» مقتل ستة مدنيين وجرح ثلاثة آخرين الأحد نتيجة قصف مدفعي على مدينة زملكا في الغوطة الشرقية. وزادت أن قوات النظام المتمركزة في إدارة الدفاع الجوي ببلدة المليحة قصفت المدينة بقذائف الهاون الثقيل، «ما أوقع ستة قتلى بينهم أربعة من أسرة واحدة، وثلاثة جرحى، بينهم طفلة». في غضون ذلك، نفّذت «الهيئة الشرعية» في يلدا بدمشق ليلة الأحد - الإثنين، حكماً بالإعدام على ثلاثة أشخاص من بيت سحم، بعد إدانتهم بالتعاون مع قوات النظام، وفق ما أوردت «مسار». وقال مراسل الشبكة «إن «الهيئة الشرعية»، التابعة للجيش الحر، أعدمت المتهمين الثلاثة رمياً بالرصاص، بعد محاكمة أثبتت تسليمهم عدداً من الأشخاص لقوات النظام، واغتيال ناشطين مقابل مبالغ مالية». وبالتزامن، دارت اشتباكات بين «الجيش الحر» وقوات النظام التي حاولت اقتحام حي التضامن بمدينة دمشق، في حين سقطت قذيفتا هاون في ساحتي العباسيين والأمويين في قلب العاصمة السورية.