جدة (السعودية)، نيويورك - أ ف ب - اكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الهجوم الذي استهدف مقر المنظمة الدولية في نيجيريا أول من أمس وتبنته جماعة «باكو حرام» الإسلامية الموالية لحركة «طالبان» الأفغانية، يؤكد أن المنظمة «باتت اكثر وأكثر هدفاً سهلاً للمتطرفين في أنحاء العالم». وتعهد بان بمراجعة إجراءات الأمن، في وقت ارتفعت حصيلة القتلى إلى 19 بينهم موظفان في صندوق الأممالمتحدة لرعاية لطفولة (يونيسيف)، فيما أبدى تخوفه من شن هجمات أخرى، علماً انه ارسل مساعدته آشا روز ميغيرو ومسؤول الأمن في المنظمة الدولية غريغ ستار إلى نيجيريا من اجل تحديد الأضرار. وكان بان زار قبل شهرين مقر الأممالمتحدة في أبوجا، والذي استطاع الانتحاري عبور حاجزين أمنيين داخله من دون معرفة كيف حصل ذلك. وفي اتصال هاتفي، تبنى رجل عرّف عن نفسه بأنه الناطق باسم «باكو حرام» ويدعى «أبو دردة» مسؤولية الجماعة عن الهجوم الانتحاري، وقال: «نفذنا الهجوم بدقة مطلقة، علماً أننا قلنا مرات أن الأممالمتحدة احد أهدافنا الرئيسية». وحذر أبو دردة، متحدثاً بلغة الهاوسا، من أن هجمات أخرى ستحصل، وقال «لدينا اكثر من مئة رجل مستعدين للتضحية بحياتهم في سبيل الجهاد». وأفادت دراسة سابقة أعدتها وكالة الأممالمتحدة للعمل الإنساني بأن عدد قتلى العاملين في هذا القطاع ارتفع ثلاثة أضعاف في العقد الماضي، وصولاً إلى مئة سنوياً، بينما خطف 40 منهم تقريباً شهرياً خلال السنوات الأربع الأخيرة. ومنذ عام 2005، استهدف 180 هجوماً خطيراً عاملين في القطاع الإنساني في أفغانستان، و150 في السودان، ومئة في الصومال. وفي السعودية، دانت منظمة التعاون الإسلامي الهجوم على مقر الأممالمتحدة، ووصفه أمينها العام اكمل الدين إحسان أوغلي بأنه «عمل إجرامي لا يمكن تبريره، ويخالف القيم النبيلة للإسلام». ودعا السلطات النيجيرية إلى «العمل لكشف هوية الجناة وتقديمهم إلى العدالة». وأعلن أن منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 بلداً عضواً بينها نيجيريا، تؤكد «الموقف المبدئي الرافض لكل أشكال ومظاهر الإرهاب». كذلك، استنكر مجلس دول التعاون الخليجي الهجوم مؤكدة أنه «عمل إرهابي يتعارض مع كل القيم والمبادئ الإنسانية». وقال الأمين العام للمجلس عبد اللطيف بن راشد الزياني: «من المؤسف أن هذا الهجوم المروع استهدف مبنى يضم وكالات للأمم المتحدة تسخر جهودها وطاقاتها للإغاثة الإنسانية والتنمية البشرية في أفريقيا، وهي جهود خيرة يجب أن تلقى التقدير والثناء والمساندة لا أن تكون هدفاً لهجوم إرهابي».