ارتفع عدد ضحايا تفجير مجمع الأممالمتحدة في العاصمة النيجيرية أبوجا إلى 19 قتيلاً وفقاً لأنباء (و25 قتيلاً طبقاً لأنباء أخرى)، مساء الجمعة ليلة السبت، طبقاً لمصادر طبية. واستقبلت المستشفيات عشرات المصابين لتلقي العلاج بعضهم حالته خطرة. ولا تزال الشرطة ترفض إعطاء رقم رسمي عن عدد القتلي والمصابين في هجوم قاد خلاله انتحاري سيارة محملة بالمتفجرات إلى داخل المجمع الذي يضم مكاتب الأممالمتحدة. وذكرت تقارير غير مؤكدة في وسائل الإعلام النيجيرية أن عدد حالات الوفاة قد يكون أكبر حيث نقل الضحايا إلى مستشفيات عديدة وتجمع المعلومات ببطء من أنحاء المدينة. ومن بين القتلى عمال نيجيريون بأحد مشروعات الإنشاءات بمكاتب الأممالمتحدة وعاملون بالمقر بينهم سيدة نرويجية. ونقلت صحيفة «جارديان» عن مفوض الشرطة مايك زوخونور قوله إن «التحقيقات تجري حاليا. أريد أن أؤكد لكم أننا سنلاحق هؤلاء الأشخاص وجماعتهم وتقديمهم للعدالة». وتعهد الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان بالقبض على مدبري الهجوم. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أنها تلقت مكالمة تليفونية من متحدث باسم جماعة بوكو حرام يعلن تبنيها المسئولية عن الهجوم. وتم تطويق المنطقة المحيطة بمكاتب الأممالمتحدة والتي تضم مقار شركات أيضاً. وكان يعمل في المنطقة نحو 1100 شخص. من جهة أخرى قال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون امس الأول الجمعة ان الهجوم على المجمع الأممي في ابوجا يؤكد ان هذه الهيئة تصبح اكثر فاكثر «هدفا سهلا» للمتطرفين. ودان بان بشدة الهجوم وقال انه ستتم مراجعة الاجراءات الامنية، موضحا ان المجمع يضم مكاتب ل26 وكالة لصندوق الاممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) وبرنامج الاممالمتحدة للتنمية ومنظمة الصحة العالمية. وتوقع ان يكون حجم الاضرار كبيرا. وكانت اليونيسيف اولى هذه الوكالات التي اعلنت عن مقتل موظفين تابعين لها في الهجوم. واوقع التفجير الانتحاري الذي استهدف مقر الاممالمتحدة في ابوجا ظهر الجمعة 18 قتيلا على الاقل على الفور وثمانية جرحى والحق اضرارا كبرى بالمبنى الذي علق فيه موظفون فيما اعلنت جماعة بوكو حرام مسؤوليتها عنه. وقال بان كي مون للصحافيين «كان هجوما على الذين كرسوا حياتهم لمساعدة الاخرين، نحن ندين هذا العمل الرهيب بقوة». وحضر الامين العام للمنظمة الدولية بعد ذلك اجتماعا لمجلس الامن حول عمليات حفظ السلام في العالم بدأ بالوقوف دقيقة صمت على ارواح الضحايا. واصدر المجلس في ختام اجتماعه بيانا «يدين الهجوم بأشد العبارات». وعبر بان عن تخوفه من هجمات اخرى. وقال ان «هذا الهجوم الدنيء يشكل دليلا على ان منشآت الاممالمتحدة اصبحت تعتبر اكثر فاكثر هدفا سهلا للعناصر المتطرفين في جميع انحاء العالم». وزار الأمين العام مجمع الاممالمتحدة في ابوجا قبل شهرين. وقد ارسل الامينة العامة المساعدة اشا روز ميجيرو ومسؤول الامن في المنظمة الدولية غريغ ستار الى نيجيريا لتحديد الاضرار. ويقع مبنى الاممالمتحدة في الحي الدبلوماسي في ابوجا غير بعيد عن السفارة الاميركية. والاجراءات الامنية المحيطة بمقر الاممالمتحدة تكون مشددة عادة. ولا يسمح عادة للسيارات غير التابعة للامم المتحدة بالاقتراب من مدخل المبنى الواقع على بعد عشرات الامتار من الطريق. لكن متحدثا باسم المنظمة الدولية في نيويورك قال ان الانتحاري تمكن من عبور حاجزين امنيين متسائلا عن امكان حصول ذلك. وفي اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، تبنى رجل قال انه المتحدث باسم بوكو حرام مسؤولية هذه الجماعة الاسلامية عن الهجوم الانتحاري. واكد الرجل الذي قال انه يدعى ابو دردة «نفذنا الهجوم بدقة مطلقة. لقد تم اعداد وتنفيذ الهجوم بدقة. قلنا مرارا ان الاممالمتحدة هي احد اهدافنا الرئيسية». وتعذر التحقق من صحة هذه التصريحات من مصدر مستقل. وتريد جماعة بوكو حرام اقامة دولة اسلامية في نيجيريا ما اجج التوترات الدينية والاتنية بين المسيحيين والمسلمين. وكانت الاممالمتحدة تعرضت في السنوات الماضية لعدة اعتداءات دموية. واخطر هذه الهجمات تدمير مقر الاممالمتحدة في بغداد في 19 اغسطس 2003 من قبل انتحاري كان يقود شاحنة مفخخة ما ادى الى مقتل 22 شخصا بينهم المبعوث الخاص للمنظمة الدولية سيرجيو فييرا دي ميلو. وفي 11 ديسمبر 2007 في العاصمة الجزائرية قتل 18 موظفا في الاممالمتحدة في انفجار سيارة مفخخة امام مباني المفوضية العليا للاجئين وبرنامج الاممالمتحدة للتنمية. ويحذر خبراء من ان الاممالمتحدة ومجموعات المساعدة الانسانية اصبحت هدفا اساسيا لهجمات الناشطين المتطرفين. وافادت دراسة اعدتها وكالة الاممالمتحدة للعمل الانساني ان عدد قتلى العاملين في هذا القطاع ارتفع ثلاثة اضعاف في العقد الماضي ليبلغ مائة كل سنة بينما خطف اربعون منهم تقريبا كل شهر في السنوات الاربع الاخيرة. ومنذ 2005 استهدف 180 هجوما خطيرا عاملين في القطاع الانساني في افغانستان و150 في السودان ومائة في الصومال على حد قول يان ايغيلاند المنسق السابق للعمليات الانسانية للامم المتحدة.