أبوجا - أ ف ب، رويترز - قتل 18 من موظفي الأممالمتحدة على الاقل امس، بتفجير سيارة مفخخة صدم بها انتحاري مبنى المنظمة الدولية في العاصمة النيجيرية ابوجا. واتجهت اصابع الاتهام الى جماعة «باكو حرام» الإسلامية المتشددة الموالية لحركة «طالبان» الأفغانية. وتبنت الجماعة هجمات ارهابية في الماضي، لكن ليس في هذا الحجم. وندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاعتداء الذي يشكل تصعيداً خطيراً للوضع الأمني في نيجيريا، ووصفه بأنه «عمل رهيب ضد اشخاص كرسوا حياتهم لمساعدة الآخرين»، مشيراً الى ان موظفي 26 وكالة تابعة للأمم المتحدة، بينها منظمة رعاية الطفولة (يونيسيف) وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية ومنظمة الصحة العالمية، تواجدوا في المبنى الذي لحقت به اضرار كبيرة حتمت تعليق الموظفين نشاطاتهم داخله. اما الرئيس النيجيري جوناثان غودلاك فأعتبر الاعتداء «عملاً هجمياً»، مؤكداً ان «كل الجهود ستبذل من اجل احالة المنفذين على العدالة». وأوضح مسؤول الشرطة في العاصمة النيجيرية مايك زوكومور ان الانتحاري اقتحم مدخل مقر الأممالمتحدة بسيارة من طراز «هوندا» انفجرت فور اصطدامها بالمبنى المؤلف من ثلاثة طوابق، والذي دمِر قسم من واجهته. وتحدث شهود عن تناثر اشلاء القتلى على الأرض، واشتعال المبنى بالكامل، وسط تكدس اكوام الحطام الناجم من انهيار الجدران. وأعلنت موظفة في الأممالمتحدة ان اشخاصاً كثيرين علقوا داخل المبنى الذي يقع في الحي الديبلوماسي في أبوجا، حيث مقر السفارة الأميركية، علماً انه يخضع لإجراءات أمن مشددة تشمل عدم السماح لسيارات غير تابعة للمنظمة بالاقتراب من مدخله الذي يبعد عشرات الأمتار من الطريق. وفيما يشير خبراء الى احتمال ارتباط «باكو حرام» التي تريد انشاء دولة اسلامية في نيجيريا، بجماعات في الخارج خصوصاً «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، وسعت الجماعة نطاق عملياتها خلال الشهور الأخيرة من معقلها في شمال شرقي نيجيريا الى العاصمة، حيث استهدفت مقر قيادة الشرطة الوطنية بقنبلة في حزيران (يونيو) الماضي، ما اسفر عن سقوط قتيلين. وكانت اعتداءات دامية عدة استهدفت الأممالمتحدة في السنوات الأخيرة. وكان اكثرها تدميراً في بغداد العام 2003، حين فجر انتحاري شاحنة مفخخة تسببت في مقتل 22 شخصاً بينهم المبعوث الخاص للمنظمة الدولية سيرجيو فييرا دي ميلو. وفي 11 كانون الأول (ديسمبر) 2007، قتل 18 من موظفي المنظمة الدولية في انفجار سيارة مفخخة امام مباني المفوضية العليا للاجئين وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية في العاصمة الجزائرية.