لندن، سنغافورة، روما، طرابلس - رويترز - تراجعت أسعار النفط امس مع ترقب المستثمرين كلمة رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي (البنك المركزي الأميركي) بن برنانكي عن صحة اقتصاد أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم. ونزل سعر مزيج «برنت» خام القياس الأوروبي 37 سنتاً، إلى 110.25 دولار للبرميل، وسعر الخام الأميركي الخفيف 35 سنتاً إلى 84.95 دولار للبرميل، بعد أن سجل أدنى مستوياته خلال اليوم عند 84.75 دولار. وتترقب سوق النفط الإعصار «آرين» الذي اجتاح جزر البهاماس أول من أمس، ومن المتوقع أن يضرب ولاية كارولينا الشمالية اليوم قبل أن يتوجه إلى نيويورك. وعلى رغم أن الساحل الشرقي لا يضم الكثير من منشآت انتاج النفط العائمة مثل منطقة خليج المكسيك، إلا أن الأخطار تظل كبيرة. فالمنطقة تضم نحو 12 محطة كهرباء تعمل بالطاقة النووية ومركزاً ضخماً لتوزيع النفط في ميناء نيويورك وخطوط الانابيب الموصلة له، وشبكات الكهرباء التي تخدم أكثر من مئة مليون أميركي. وقال متعاملون إن بيع النفط السوري في الاسواق الفورية الأوروبية أصبح أكثر صعوبة هذا الشهر بسبب العقوبات الأميركية على سورية وتوقع ان يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليها كذلك. إلى ذلك، رجّح استطلاع أجرته وكالة «رويترز» أن تظل أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل في العام المقبل على رغم تنامي الضغوط النزولية نتيجة توقعات باستئناف بعض الإمدادات الليبية ومخاوف من تجدد الركود. وتوقع 29 محللاً استطلعت الوكالة آراءهم، أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 107.90 دولار للبرميل في 2012 انخفاضاً من 109.30 دولار للبرميل، وهو السعر المرجّح في استطلاع الشهر الماضي. وتوقع محللون أن يبلغ متوسط سعر الخام الأميركي الخفيف الذي يعرف أيضاً بخام غرب تكساس الوسيط، 96.30 دولار للبرميل في العام المقبل انخفاضاً من 99.40 دولار في استطلاع الشهر الماضي. وعلى رغم أن هناك شكوكاً في سرعة استئناف إنتاج النفط الليبي مع استمرار القتال بين المعارضة المسلحة وموالين لمعمر القذافي في طرابلس، إلا أن المحللين بدأوا يضعون في الحسبان عودة بعض الإمدادات في الأجل المتوسط. وفي ليبيا تأمل حكومة المعارضين باستئناف صادرات النفط خلال شهرين أو ثلاثة وأن تصل إلى كميات التصدير الكاملة خلال سنة. وأعلن مسؤول النفط والمالية في المعارضة الليبية المسلحة علي الترهوني في تصريح الى وكالة «رويترز»، «ان المعارضة تأمل في استئناف تصدير النفط الخام في غضون أسبوعين». وأضاف: «تشير تقديرات المؤسسة الوطنية للنفط إلى انتاج نحو 500 ألف إلى 600 ألف برميل (يومياً) من النفط في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر ثم زيادة ذلك إلى المستويات الطبيعية التي تصل إلى 1.6 (مليون برميل يومياً). أتوقع أن يتحقق ذلك في غضون سنة تقريباً». وزاد: «معظم حقول النفط لم يتضرر في شكل يذكر. حالة الحقول أفضل بكثير من المتوقع». وتابع: «في شكل عام إذا أردنا الحديث بالأرقام، فالأضرار تبلغ نحو عشرة في المئة ومعظم الحقول سليمة». وأكد ان «ليبيا ستحترم العقود القائمة مع شركات النفط». وإذا كان يرى عوائق امام الشركات من دول لم تؤيد المعارضة المسلحة، قال: «ليس على حد علمي. لدينا عقود مع معظم شركات النفط الكبرى، ونترشال وشل وريبسول وإيني... لم نوقع أي عقود جديدة. هذه العقود وقعت قبل الثورة وسنواصل الالتزام بها». ورأى أن «من السابق لأوانه مناقشة منح أي عقود جديدة، انها آخر شيء في ذهني. نتجه فقط إلى إعادة الأمور إلى ما كانت عليه». وعمن سيدير صناعة النفط في المستقبل المنظور حتى إجراء الانتخابات العامة، قال: «سأتولى أنا المسؤولية حتى يقرروا تعيين شخص آخر». وعاد الترهوني، وهو أستاذ جامعي سابق في الولاياتالمتحدة وأحد رموز المعارضة في المنفى، إلى ليبيا ليتولى مسؤولية الشؤون الاقتصادية والمالية والنفط في اللجنة التنفيذية للمعارضة. وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني في مقابلة مع محطة إذاعة إيطالية امس: «منشآت النفط والغاز الإيطالية في ليبيا لم تتضرر خلال الصراع ويمكن بدء العمل فيها فور استقرار الأوضاع الأمنية».