أظهر استطلاع أجرته رويترز أن من المرجح أن تظل أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل في العام المقبل رغم تنامي الضغوط النزولية جراء توقعات باستئناف بعض الإمدادات الليبية ومخاوف من تجدد الركود. وتوقع 29 محللا استطلعت رويترز آراءهم أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 107.90 دولار للبرميل في 2012 انخفاضا من 109.30 دولار للبرميل المتوقعة في استطلاع الشهر الماضي. وتوقع المحللون أن يبلغ متوسط سعر الخام الأمريكي الخفيف الذي يعرف أيضا بخام غرب تكساس الوسيط 96.30 دولار للبرميل في العام المقبل انخفاضا من 99.40 دولارا للبرميل في استطلاع الشهر الماضي. ورغم أن هناك شكوكا في سرعة استئناف إنتاج النفط الليبي مع استمرار القتال بين المعارضة المسلحة وموالين لمعمر القذافي في طرابلس، إلا أن المحللين بدأوا يضعون في الحسبان عودة بعض الإمدادات في الأجل المتوسط. وقال فرانك شالنبرجر المحلل لدى ال.بي.بي.دبليو "عودة ليبيا المحتملة كمصدر للنفط بعد نصف عام من الحرب الأهلية ستزيد من المعروض.. ومن الناحية الأخرى سيحد تباطؤ الاقتصاد العالمي من الطلب". وقد تسببت طائفة من البيانات الاقتصادية السلبية من الولاياتالمتحدة وأوروبا في الأسبوع المنصرم في تصحيح حاد لأسعار الأصول التي تنطوي على مخاطرة. وفي الأجل القصير ستركز السوق على خطاب لرئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بن برنانكي في وقت متأخر أمس الجمعة بحثا عن إشارات لتيسير كمي إضافي للسياسة النقدية لكن بنك الاستثمار الأمريكي سيتي جروب ذكر هذا الأسبوع أنه حتى إذا طبعت الولاياتالمتحدة مزيدا من النقود فإن النمو الاقتصادي الضعيف والإمدادات الجديدة من ليبيا سيضغطان على الأسعار. وقال اوليفييه جاكوب من مؤسسة بتروماتريكس في مذكرة "إذا كانت الأسعار تراجعت في أغسطس فإن هذا لم يكن بسبب توقعات إيجابية باستئناف صادرات النفط الخام الليبي بل بسبب توقعات سلبية بشأن الطلب على النفط". وجرى تداول العقود الآجلة لمزيج برنت خام القياس الأوروبي فوق 110 دولارات للبرميل صباح أمس الجمعة. وقال دانييل هوانج المحلل لدى جين كابيتال فوريكس دوت كوم "من المرجح أن يكون التركيز على توقعات النمو ومن المتوقع أن يلعب خطاب برنانكي دورا محوريا في توجيه أسعار كل الأدوات الاستثمارية في الأجل القريب". وقد أعطت الجولة السابقة من التيسير الكمي التي أعلنت قبل عام دفعة قوية لأسعار السلع الأولية لكنها فشلت في تنشيط نمو أكبر اقتصاد في العالم. وفي منطقة اليورو أظهرت أحدث البيانات الواردة من ألمانيا تراجعا حادا في ثقة الشركات ومخاوف بشأن المتاعب المالية في شتى أنحاء المنطقة. وقال محللو بنك كريدي سويس "شهد شهر أغسطس واحدا من أكبر التحولات في توقعات الاقتصاد العالمي في الذاكرة القريبة، فقد تسبب استمرار التشاحن السياسي وضعف البيانات الاقتصادية.. في انهيار كبير في معنويات السوق المالية حيث سجلت كثير من الأدوات الاستثمارية المحفوفة بالمخاطر أكبر تراجعاتها منذ الفترة التي أعقبت انهيار بنك ليمان براذرز في سبتمبر 2008م". وتوقع ديفيد تاباريلي المحلل لدى نوميسما انرجي أن تفقد أسعار النفط علاوة المخاطر السياسية التي اكتسبتها جراء الصراع الليبي. وقال تاباريلي "ارتفعت الأسعار 20 دولارا بفعل ليبيا.. والآن ينبغي أن تتراجع بنفس المقدار على الأقل". وأضاف أن عودة الإنتاج الليبي إلى المستويات السابقة قد يستغرق نحو ثلاثة أشهر. لكن رأي تاباريلي هو رأي الأقلية إذ يتوقع أربعة من خمسة محللين في الاستطلاع أن تظل أسعار خام برنت في 2012 فوق 100 دولار. وقال محللو كوميرتس بنك في مذكرة "مع استئناف الإمدادات من ليبيا قد تتعرض أسعار النفط لضغوط في الأشهر المقبلة لكن من المستبعد أن تنزل دون 100 دولار للبرميل لفترة طويلة". ومن المتوقع أيضا أن يساعد تراجع الأسعار على تضييق الفارق بين سعر خام برنت وسعر الخام الأمريكي الخفيف ليصبح متوسط الفارق 11.60 دولارا للبرميل في 2012 مقارنة مع حوالي 24.90 دولارا للبرميل في الوقت الراهن. ورغم تصحيح متوقع في أسعار خام التغذية إلا أن أوليفييه جاكوب المحلل لدى بتروماتريكس حذر من أن أسعار المنتجات النفطية ما زالت عند مستويات مرتفعة تضعف الطلب.